قادرًا على التعليم:
إن كان قديسنا قد ركز على "حياة الراعي" كلغة صادقة للتعليم، لكنه يعود فيؤكد أن القدوة وحدها لا تكفي، إنما يلزم للكارز أن يكون قادرًا على التعليم أيضًا، إذ يقول(121):
"هذا هو كمال التعليم، أن يهيئ المعلمون تلاميذهم بالقدوة كما بالأقوال إلى المستوى الذي يريده الله لهم، لأن القدوة وحدها لا تكفي لتعليم الآخرين.
لست أقول هذا من عندي، بل هي كلمات المخلص القائل(122): "وأما من عمل وعلم فهو يدعى عظيمًا". فلو كان العمل يغني عن التعليم لما كانت هناك حاجة لقوله "وعلم"... إنما ذكر الكلمتين "عمل وعلم" ليظهر أن العمل شيء والتعليم شيء آخر، كل منهما يستند على الآخر لأجل البنيان.
"اسمع ما يقوله إناء المسيح المختار لقسوس أفسس: "اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين نهارًا وليلًا لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد(123) ". فما الحاجة إلى الدموع والإنذارات الكلامية ما دام سلوك بولس كرسول واضحًا؟! حقًا كانت حياته المقدسة تحث الناس بشدة لحفظ الوصايا، لكني لا أجرؤ وأقول أنها وحدها كافية لتنفيذ كل شيء".
مرة أخرى يقول(124): "عندما تدور مناقشة حول موضوع عقيدي حيث تكون الحاجة إلى أدلة مستمدة من الكتاب المقدس، ماذا تفيد قداسة الحياة؟".