رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة أليشع فقال له الرب اذهب راجعاً ... وامسح أليشع بن شافاط من آبل محولة نبياً عوضاً عنك ( 1مل 19: 15 ،16) إن أول إشارة تَرِد أمامنا عن أليشع نجدها في رَّد الرب على إيليا يوم أن كان يائساً من عدم نجاح خدمته، غاضباً على شعب الله، مشغولاً بذاته، يتكلم حسناً عن نفسه، ويتكلم سوءاً على شعب الله، متصوراً أنه هو وحده الواقف إلى جانب الله، وأن الأمة كلها ضده، طالباً أخيراً الموت لنفسه. وإيليا في هذه الحالة كان في حاجة أن يعرف أن للرب أواني أخرى يمكن أن يستخدمها في تنفيذ ما يريد، وأن له خداماً آخرين يشهدون لاسمه، وأنه يوجد بين شعبه سبعة آلاف لا يُحنون ركبة لبعل. وبناء على ذلك طلب منه الله أن يرجع من حوريب ويمسح أليشع بن شافاط نبياً عوضاً عنه. وكم من مرة نتصور نحن بنظرنا القاصر أن عمل الله يتوقف على شخص أو على شخصين من خدام الرب الأمناء، ونظن أنه بأخذ هذا الشخص، أو هذين الشخصين من المشهد، تنقطع الشهادة للرب، وما أحرانا أن نعرف أنه إن غاب عنا هذا الخادم أو ذاك، فالرب باقٍ دائم، ويستطيع أن يرسل خداماً آخرين لخدمته، ربما يكونون غير معروفين لنا، أشخاصاً أمناء له، منفصلين في حياتهم عن الشرور المنتشرة حولنا. وإطاعة للرب يرجع إيليا من حوريب ليمسح أليشع، الشخص الذي اختاره الرب عوضاً عنه. وعجيب أنه لم يجد هذا الشخص بين عظماء هذا العالم، لأن الله لا يحابي بالوجوه، وفي اختيار خدامه لا يتقيد بالعظماء والشرفاء. نحن لا ننكر أن الرب قد يستخدم شخصاً غنياً أو شخصاً متعلماً، أو ملكاً، كما يستحسن هو، لكن في أوقات كثيرة يخجِّل الرب كبرياء قلوبنا فيدعو إنساناً عادياً ليتمم به أسمى خدمة روحية. فقد يستخدم فتاة صغيرة لتكون سبب بركة لرجل عظيم، وقد يأخذ صبياً صغيراً من وراء الغنم ليرعى شعبه، وقد يختار فتاة عذراء مخطوبة لرجل نجار لتكون أماً ـ حسب الجسد ـ لمخلص العالم. وإذ جاء هذا المخلص المبارك، اختار أُناساً صيادين ليشهدوا له في كل العالم. ونلاحظ أيضاً أن الله لا يدعو لخدمته الأشخاص الكسالى الخاملين، فأليشع لما دُعيَ كان "يحرث". وداود، لما مُسح ملكاً، كان يرعى غنم أبيه. وتلاميذ المسيح، لما دُعوا كانوا يلقوا شباكهم في البحر، أو كانوا يُصلحون شباكهم. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مدح أليشع النبي |
أليشع النبي |
أليشع النبي |
دعوة أليشع |
دعوة أليشع |