كل مؤمن عانق الصليب اليوم. وإذ عانقه، تلقى زهرة. هذا رمز جعلته لنا الكنيسة لتقول لنا عبره أننا اذا كنا في صميم الله نتلقّى زهورًا، يحتضنا الفرح ويلفّنا السلام. نحن منذ الآن قائمون من بين الأموات. الجلجلة ليست آخر المطاف. القيامة تنفجر من الجلجلة. فإذا ما حسبنا أنفسنا مدفونين في هذه الحياة، فنحن لسنا كذلك حقا لأننا، فيما نذوق عذاب الوجود، يرفعنا الله من الخشبة ويحرّرنا من المسامير ويضمّد جراحنا ويضمّنا إلى صدره الكريم ويتلقانا بقبلة كانت الزهور الموزعة علينا رمزا لها، بها نذوق حلاوة المسيح.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)