لكن لماذا يجب ان يحارب الانسان ذاته؟ ليس من أجل “القهر” أو “الإماتة”، ليس من أجل الصبر، ليس من أجل الإذعان للقَدَر. انه لا يطلب القهر ولا الإماتة ولا الصبر من أجل ذاته. يحارب الإنسان ذاته كي يتبع المسيح. ولكن إلى أين؟ إلى حيث الصليب موضوع، إلى قلب الله، لأن قلب الله، لأن الله نفسه مذبوح في حبه لنا. من أجل ذلك أقمنا الصليب اليوم بين شموع ثلاثة مضيئة لنعلن أن الصليب في قلب الله، في قلب الثالوث. وإن نحن حملنا الصليب، فنحن سائرون إلى قلب الله، نحن في جوف الله. هناك نقيم. نحن لا نقيم على الصليب. نحن نطفر من الصليب إلى أعماق الله، إلى هذا النور الأبدي الذي نتجلبب به.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)