القس مرقس ميلاد
قديسين عاديين أنقذوا العالم
أرميا النبي:
† أيام أرميا النبي كان هناك شر وخطية منتشرة والله كان غاضب على أورشليم وعازم على خراب البلد وهدم الهيكل. ولكن أرميا النبي ظل يبكي وقال: "يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ، وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ، فَأَبْكِيَ نَهَارًا وَلَيْلًا قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي" (سفر إرميا 9: 1). وقتلى شعبه هؤلاء ليسوا قتلى سيف، إنما هم أناس طعنوا أنفسهم بأوجاع وخطايا كثيرة. وعندما سأله الرب عن سبب حزنه، قال: "أليس هذا شعبك يا الله؟!" فقال له الرب: "فتش يا أرميا أورشليم شارع شارع فإذا وجدت إنسان واحد فقط طالب عدل سأصفح عن هذه المدينة كلها." والشيء العجيب أن أورشليم مدينة الملك العظيم لم يكن فيها إنسان واحد يعيش في مخافة الله!
† ذات القصة تتكرر كل عصر. ما الذي يرفع غضب الله عن العالم؟ الإجابة: إنسان واحد يعيش في مخافة الله. ليس أكثر من هذا. ولا يهم مركزه بطريرك أم أسقف أم كاهن أم إنسان عادي. لا يهم مركزه إطلاقًا.
الأنبا رويس:
فالأنبا رويس كان إنسان بسيط ولكنه كان يعيش في مخافة الله. هذه القصة تبين أهمية إنسان واحد فقط يعيش في قداسة وأمانة في حفظه وتمسكه بوصايا الله، صدقوني السماء كلها تهتز من أجل هذا الإنسان.
الأنبا بولا:
بسبب إنسان قديس واحد مثل الأنبا بولا كان الرب يرفع الجفاف عن العالم ويهبط المطر وهذا ما قاله الرب للأنبا أنطونيوس عن الأنبا بولا.
† ما أحوجنا هذه الأيام لإنسان واحد فقط يعيش في مخافة الله. إنسان واحد فقط. الله يرحم العالم كله من أجل هذا الإنسان. تكلم مع الرب وإسأله: ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ لا تفكر كم بلغت من العمر. الله لا يهتم بالعمر. فهو يجدد كالنسر شبابك. الله يعوض السنين التي أكلها الجراد. كل إنسان الله خلقه لعمل معين ورسالة معينة. قف أمام الله وقل له يا رب أنا تحت أمرك. أرشدني عما تريدني أن أفعله.
لو شاب عنده 30 سنة مثلًا مات، يبكيه الناس بحرقة. ولكن إذا ترك المسيح، كم نفس تبكي عليه؟! الشباب الذين أخذهم العالم، من يبكي عليهم؟!
† قلب واحد فيه رقة قلب الله، يعمل أعمال كبيرة جدًا في الكنيسة.
† لذلك يجب أن يسأل كل واحد فينا نفسه ويسأل الله ليرشده عن دوره وعمله والرسالة التي يريد السيد المسيح منه أن يؤديها، مثل أرشيف مارمرقس وغيره. لأننا عمله ومخلوقين لأعمال صالحة. قد سبق الله وأعدها لكي نسلك فيها. ولا بد أن تقف أمام الله وتسأله حتى يرشدك إليها. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول كلمة جميلة جدًا:
"لو فرقت كل مالك على الفقراء، لا يساوي أن تأتي بنفس إلى الله".
اما مارمرقس فقد اتى بالآلاف بل الملايين لله.