*** المبخرة ***
وتصنع المبخرة فى الغالب من الفضة واحيانا من المعدن , وكانت قديما تصنع من الذهب ... اما شكلها فهو معروف لدينا , ولكن جدير بنا ان نبين ما فى هذا الشكل من معان روحانية جميلة حتى يعلم غير الآرثوذكس ان عبادتنا الطقسية انما هى عبادة تقوية روحانية قبل كل شئ .. فالسلاسل الثلاث التى تحملها تشير الى الثالوث الاقدس, وارتباطها سويا انما يشير الى وحدانية الجوهر الالهى , اما الجلاجل فلتنبه الشعب الى عمل الخير ولتذكرنا بما حدث لمن تعدوا على كهنوت هرون فضربهم الرب بالوباء ولم تهدأ وطأة الموت فيهم الا حينما وقف موسى مبخرا بين الاحياء والاموات ... من اجل ذلك تأمر الكنيسة بالتبخير عن الاموات للرحمة , وعن الاحياء للنجاة ... اما الخطاف وجزؤه المدلى فيشير الى السيد المسيح الذى تنازل وهبط الى العالم , والقبة العليا للمبخرة ترمز الى السماء , والجزء المجوف من المبخرة يشير الى بطن السيدة العذراء ... اما المواد الذكية التى توضع فيها تشير الى الهدايا التى قدمها المجوس للطفل الالهى , وهى الذهب واللبان والمر ... كما تشير الى الاطياب التى وضعها يوسف ونيقوديموس على جسد الرب ...
اما احتراق البخور فيدل على الام المسيح , والرائحة الزكية المتصاعدة منه تدل على ماكان لتلك الالام المقدسة من بركات متوافرة .... وعلى مثال السيد ينبغى ان يكون المؤمن رائحة بخور زكى .. قال الرسول " فأننا نحن رائحة المسيح الذكية فى الذين يخلصون وفى الذين يهلكون - 2 كو 2 : 15 "...
اما جمر النار فيشير الى جمر اللاهوت ... والفحم يشير الى الجسد الذى هو من طبيعتنا ... واشعال الفحم يشير الى اتحاد اللاهوت بالناسوت ...
ويذكر اباء الكنيسة ان البخور المتصاعد من المبخرة انما يشير الى صلوات القديسين امام عرش الله , وفى هذا يقول صاحب الجليان" وجاء ملاك اخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب واعطى بخورا كثيرا لكى يقدمه مع صلوات القديسين من يد الملاك امام الله " رؤ 8 : 3 , 4 ...
والمبخرة قديما حسب الطقس الرومانى كانت بلا سلاسل وكانت تحمل على اليد ولاتزال كذلك عند السريان .. وهى توضع على المذبح واحيانا على قبور الموتى حين الصلاة عن نفوسهم , وقد كانت هناك عادة قديمة ان تحمل على اليد امام العظماء احتراما لهم ...