رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هكذا وقفَ الأبُ الإنسانُ الّذي هو هو!!… وقفَ في وسطِ بيتِهِ والبيعةِ مراقِبًا ومنتظرًا… حتّى المنتهى!!. أعطى ذاتَهُ… منذُ بدأةِ خلقِهِ للإنسانِ ليُمَلِّكَهُ ملءَ الملءِ!!… أولدَهُ في كفِّ يدِهِ اليُمنى القابضةِ المسكونةَ… أولدَهُ من يدِ إبداعِهِ الإلهيِّ… ووقفَ قبالةَ مولودِهِ، ابنِهِ الأصغرِ، لينظرَ ذاتَهُ في مرآةِ وجهِ صنوِهِ وقال: هذا حسنٌ… هذا هو أنا!!. وجهُ “الابنِ” من وجهِ “الأبِ” ليصيرا واحدًا… وأُعطيَ الابنُ الوجهَ… أُعطيَ الّذي هو… الأنسانُ الألوهةَ بالحبِّ!!. وصارَ الإنسانُ إلهًا من الإلهِ، إذ أولدَهُ الآبُ من روحِهِ القدّوسِ الحالِّ في بطنِ المرأةِ العذراءِ، أمِّ الكونِ لتُقدِّسَ بنعمةِ اللهِ ما قد هلكَ!!. في “قصّةِ” الابنَين الأكبرِ والأصغرِ يقفُ الإلهُ الأبُ الإنسانُ، يراقبُ ذريّتَهُ المولودةَ منه، المتمنطقةَ اليومَ، قناعَ الأهواءِ!!. لكن كان على الإلهِ الأبِ العظيمِ في إبداعِهِ… في آرائِهِ… في أحكامِهِ… أن يقولَ الكلمةَ البكرَ… كان عليه أن يحكمَ في كونِهِ… في شعبِهِ… قبلَ أن يُسلمَ الشّيطانُ ابنَهُ وحيدَهُ، حبيبَهُ، إلى الصّلبِ والتّعذيبِ… إلى الموتِ!!… كان على الإنسانِ الأبِ أن يحكمَ… أن يقاضيَ… أن ينقّيَ بيدَرَهُ، حقلَهُ المزروعَ قمحًا الباذِرَه هو فيه… ليأكلَ منه كلُّ المارّين السّاعين إلى أورشليمَ الأرضيّةِ، المدينةِ الّتي قتلَتْ إلهَها وسيّدَها، ليصيرَ مأكلَهم من بعدِ جسدِ الرّبِّ ودمِهِ!!. اليومَ يخطُّ الإلهُ الأبُ الإنسانُ البداءاتِ، ليجمعَ في بيادِرِهِ كلَّ المولودين من روحِ الله، من فكرِهِ، من نفخةِ حياتِهِ في أبنائِهِ، ليصيرَ أبناؤُهُ حملةَ الإلهِ، في برِّهِ، في كينونتِهِ “إنسانًا”، بشرًا مثلَهم لكنّهم تركوه وبدأوا حياتَهم في الأهواءِ ليكمّلوها، لكنّه أعادَهم بالحبِّ بنداءِ القلبِ ليتقدّموا منه لينظروه، فنظرَهم هو بدءًا وناداهم وأولدَهم منه هو جُدُدًا… لا من رحمِ الغواياتِ السّريّةِ والعلنيّةِ الّتي فُطِرَ عليه آدمُ وحوّاءُ في الفردوسِ… الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان |
24 - 10 - 2021, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: هكذا وقفَ الأبُ الإنسانُ الّذي هو هو
فى منتهى الروعه الرب يفرح قلبك |
||||
25 - 10 - 2021, 09:12 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هكذا وقفَ الأبُ الإنسانُ الّذي هو هو
شكرا على المرور |
||||
|