رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاء في انجيل لوقا ( قال الرب هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنه لم تكن له رطوبة . وبعضٌ سقط بين الشوك فـنـبـت الشـوك مـعـه فخـنـقـه. وبـعـضٌ سقـط فـي الأرض الصالحة فلـمّا نبـت أثمـر مئة ضعـف. فسأله تلاميـذه:ما عسى أن يكون هـذا المثل؟ فقال: لـكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار ملكـوت الله. وأما الباقون فبأمثال لكي لا ينظـروا وهم ناظـرون ولا يفهموا وهـم سامعون. وهـذا هـو المثل: الـزرع هـو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلـمة مـن قلـوبهـم لئلا يـؤمنوا فيخلُصوا. والـذين على الصخر هم الذين يـسمـعــون الكلـمة ويـقبـلونـها بـفرح ولكن ليس لهم أصل، وإنما يؤمنون الى حين وفـي وقت التجـربة يرتدّون. والـذي سقط في الشوك هم الـذين يسمعـون ثم يذهبـون فيختنـقون بـهـموم هـذه الحياة وغناهـا وملـذّاتـها، فلا يأتـون بثـمر.وأما الـذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمة فيحفظـونـهـا في قلـب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولما قال هـذا، نادى مـن له أُذنان للسمع فليـسمع.........لوقا 8 ) ******************************* يجب أن يشجع هذا المثل "الزارعين الروحيين" الذين يعملون ويكرزون ويرشدون الآخرين. لقد زرع الزارع بذورا جيدة، ولكنها لم تنتج جميعها محصولا وافرا. فبعض البذار لم تنبت إطلاقا، وحتى النباتات التي نمت أتت بنتائج مختلفة. فلا تفشل إذا بدا أن أحدا لا يستمع لك وأنت تعلم بالكلمة بكل أمانة، فالإيمان لا يمكن أن يجري على قواعد حسابية، بل بالحري أنها معجزة من روح الله القدوس، أن يستخدم كلماتك للإتيان بآخرين إليه. كلم المسيح الجموع بأمثال قريبة من حياﺗﻬم، ليفهموا فكرﺗﻬا وتؤثر فيهم، لأﻧﻬم بقساوة قلوﺑﻬم سيرفضون الكلام المباشر، ولكن الأمثال التى من حياﺗﻬم قد يقبلوﻧﻬا، فيخضعون لكلمة الله. أما التلاميذ، فلأجل استعدادهم لطاعة المسيح، فسّر لهم الأمثال بكلام روحى مباشر، فمن له استعداد روحى يُعطى معرفة بالله أكثر وأكثر. أما من ليس له استعداد ويظل يرفض، فحتى المثل لا يفهمه وسيرفضه، والفهم الروحى القليل الذى عنده، سيفقده بكبريائه وتعلقه بالعالم المادى. مدح المسيح تلاميذه لأجل فهمهم لكلامه، وتمتعهم برؤيته، وإيماﻧﻬم أنه هو المسيا المنتظر، بل يعلن لهم أن ما نالوه من شرف رؤيته تمناه أنبياء وأتقياء كثيرون فى العهد القديم ولم يروه، بل نالوا فقط شرف التنبؤ عنه، وانتظروا الوعد بإتمامه ونفوسهم مربوطة فى الجحيم، حتى يأتى ويتمم الفداء عنهم ويخّلصهم. +++ هذا ما تعاينه يا أخى اليوم فى الكنيسة، بل تناله جسدا ودما حقيقيا، وتتمتع بسماع كلمة الله فى الكتاب المقدس، الذى اشتهى كل رجال الله فى العهد القديم أن يعاينوه، فتمتع به، لتحيا به وفيه، واحرص على حضور القداسات من بدايتها، ونوال بركة الاعتراف والتناول دائما. أنواع الأراضي : النوع الاول: هو الطريق الزراعى الذى يمر بجوار الحقول، وهو مرتفع عنها وصلب وغير معد للزراعة، ويداس دائما بأقدام المارة. إنه يشير للنفس البشرية المتكبرة والغير معدة بالحرث لقبول كلمة الله، أى فحص النفس والتوبة. والطيور تشير إلى الشياطين التى تسرق الكلمة، لأن القلب يتأثر مؤقتا، وسرعان ما يفقد هذا التأثر، لأجل كبريائه وعدم توبته عن شهواته المختلفة. النوع الثاني : هو الأرض المحجرة، ولكن لها طبقة سطحية رقيقة من التربة، فمنظرها كأﻧﻬا أرض زراعية جيدة، وحقيقتها أﻧﻬا حجارة ترفض كل زراعة فيها. وهى تشير إلى قساوة القلب كالحجر، وإلى عبادة الأوثان الحجرية، أى عبادة أموال ومراكز هذا العالم، التى هى بمثابة أصنام يتعلق ﺑﻬا الإنسان، فمع أن له تربة سطحية تنمو فيها البذور قليلا، لكن عندما تحاول الجذور أن تمتد، لا تستطيع بسبب الحجارة، وحينما تشرق الشمس تجف هذه النباتات الصغيرة وتموت. النوع الثالث من الأراضى هو تربة جيدة صالحة للزراعة، ولكنها ممتلئة أشواكا، أى اهتمامات القلب بالعالم وشهواته. وهى تشير إلى خطورة الاحتفاظ بشهوات الخطية فى القلب، لأﻧﻬا تعطل عمل كلمة الله، فلا يستفيد منها الإنسان. والعلاج طبعا هو التوبة ونزع أشواك الخطية، فتستطيع الكلمة أن تؤثر فى هذه النفوس. النوع الرابع من الأراضى هو الأرض الجيدة الصالحة للزراعة، فإن أُلْقِيَتْ إليها كلمة الله، تنمو وتأتى بثمار. وتختلف كمية الثمر بحسب خصوبة الأرض وتجاوﺑﻬا مع الكلمة، فكلهم أبناء الملكوت، ولكن نجم يمتاز عن نجم بكيفية استفادته وتطبيقه لكلمة الله. +++ الله يقدم محبته ونعمته لكل الناس، ولكن المهم أن تتجاوب معها، فلا ترفض كلام الله الذى يرسله لك سواء فى الكتاب المقدس أو تعاليم الكنيسة وإرشادات أب اعترافك، أو على ألسنة المحيطين بك. اقبل الكلمة لك وليس لتعليم الآخرين، وحاول تطبيقها فى حياتك، وثق أن كل جهاد فى تنفيذ كلمة الله غا ٍ ل جدا عنده ويساندك لتكميله، ويكافئك عليه. فأي نوع من التربة قلبك....؟؟؟ إن كان كالطريق فإن الله يمكن أن يحرثه بمحراث نعمته، بالرقَّة أو بالتأديب، كما قال: «وَأُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ لِكَيْ يَشْعُرُوا» (إرميا ١٠: ١٨). وقد ينفتح قلبك بعد نور مبهر يُعمي العيون كما حدث مع شاول الطرسوسي (أعمال ٩: ٣، ٤)، وقد ينفتح بسرعة وهدوء كما حدث مع ليديا (أعمال ١٦: ١٤) وقد ينفتح بعد زلزلة كما حدث مع سجان فيلبي (أعمال ١٦: ٢٦-٣٤).. فإن كان قلبك حجرياً فالرب قادر أن ينزع منك قلب الحجر ويعطيك قلب لحم (حزقيال ١١: ١٩).. وإن كان يحوي الشوك الذي يخنق البذور الصالحة فهو قادر أن يقتلع الشوك من داخلك. وإن كنت تثمر ثلاثين ضعفاً يجعلك تثمر مئة ضعف. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التربة الطمية |
التربة الرملية |
التربة الطفالية |
ما هي التربة |
أي نوع من التربة أنت ؟ |