رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أين تسكب نفسك؟ هذه أذكرها فأسكب نفسي عليَِّ ( مز 42: 4 ) تسكب نفسهم في أحضان أمهاتهم ( مرا 2: 12 ) إني امرأة حزينة الروح.. أسكب نفسي أمام الرب ( 1صم 1: 15 ) يمكننا القول إن مزمور42 هو مزمور النفس المنحنية، النفس التي هَوَت تحت ثقل آلامها الشديدة. وقد كانت آلام كاتب المزمور ناشئة عن طرده من وطنه وتعييرات المضايقين كل يوم بالقول: أين إلهك؟ ورغم ثقل ومرارة هذه التجربة إلا أنها لم تكن وحدها قادرة على جعل نفسه تنحني، فقد أخطأ خطأين كثيرًا ما نقع فيهما: الخطأ الأول: «هذه أذكرها». فبدلاً من الجلوس مع الرب ليصلي ( يع 5: 13 )، جلس مع نفسه وغاص في بحر الذكريات واستخرج منه كل ما هو جميل في ماضيه ليقابله بكل ما هو مؤلم في حاضره. وكان إذ أطال التذكر هاجت نفسه وماجت وعجَّت أمواج أحزانه وارتفع ضجيج أنّاته واحتاج أن يسكب نفسه ليفرج عنها، وللأسف الشديد بدلاً من أن يسكبها أمام الرب، وقع في الخطأ الثاني: «أسكب نفسي عليَّ». فيا له من مسكين! لقد سكب نفسه على نفسه فعجَّت تيارات ولجج آلامه على رأسه وانحنت نفسه. وفي مراثي2: 13 نقرأ عن الأطفال الذين مزق الجوع أحشاءهم فسكبوا أنفسهم في أحضان أمهاتهم. لكن ما عساها أن تفعل تلك الأم المسكينة في زمن الجوع. فالأم رغم أنها الأم، كثيرًا ما تعجز ـ والألم يعتصرها ـ عن تسديد احتياج طفلها. وأحيانًا تتبرم من شكوى وليدها، بل ويُخبرنا الكتاب عن أمهات طبخن أولادهن ( مرا 4: 10 ). ونحن أحيانًا ما نستشعر دفء حضن أحد الأحباء فنستريح له، وعندما تجيش نفوسنا بآلامها نسكبها في حضنه. لكن يا ترى ماذا عساه أن يفعل لنا وهو إناء خزفي تحت الآلام مثلنا؟ وكم تكون صدمتنا قاسية إذا تبرم من شكوانا أو باح ـ دون سوء نية ـ بأسرارنا؟ لكن ما أروع تصرف حنة في 1صموئيل1: 15 فلقد عذبتها آلام العقم وطحنتها آلام الغيظ من ضرتها فبَكَت ولم تأكل، ولم يكن حضن ألقانة ـ رغم محبته لها ـ بالاتساع الذي يحويها أو بالقدرة التي تشفيها فازدادت مرارة نفسها. لكن أخيرًا عرفت المكان الصحيح فذهبت إلى الرب، وهناك سكبت نفسها أمامه وأفرغت كل ما فيها عنده. وما أروع النتيجة، لقد قامت «ثم مضت المرأة في طريقها وأكلت، ولم يكن وجهها بعد مُغيرًا» ( 1صم 1: 18 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم | بصليلك تسكب نفسك عند رجلين المسيح |
تسكب نفسك |
لا تسكت |
لا تسكب |
بسكت |