القمص أنطونيوس فكري
شرح أيقونة الميلاد
الطفل يسوع مضطجع في مزود = نزول الكلمة من السماء إلى ظلمة هذا العالم. وليرفعنا نحن إلى عرش نعمته لنسكن فيه.
الأقمطة = ترسم كأكفان فالمزود كان ظلًا للصليب. وهو قَبِلَ أن يُربط هكذا، وقَبِل أن يربط بالصليب ليحلنا نحن من رباطات خطايانا.
يوسف النجار = يرسم بعيدا لأنه ليس والد الطفل.
المجوس = يرسمون كثلاثة مع أن الكتاب لم يذكر عددهم لكن هذا بحسب عدد هداياهم، وأيضا فرقم 3 يشير للقيامة ولأن المجوس أشاروا بسجودهم للطفل يسوع بإيمان الأمم (المجوس رمز لكل الأمم) وانتقالهم من الموت إلى الحياة (معنى رقم 3).
الثور = يشير لليهود الذين سبق انقيادهم لله ولناموسه + ويشير للمسيح الذبيح.
الحمار = أتى يوسف النجار بالحمار لتركب العذراء عليه. ولكنه يشير للأمم الرازحة تحت حمل خطاياها دون فهم. فوجود الثور والحمار في الأيقونة هو إشارة لأن الأمم واليهود مدعوون للخلاص.
الخراف = إشارة للنفوس التي تنتظر الراعي الحقيقي. لذلك نجدها في الرسم تقترب من يسوع كأنها تعلن عن فرحتها بقدومه وقبولها له.
ونلاحظ عمومًا في الأيقونة القبطية عدم تجسيم أو توضيح لأعضاء الجسم وتكون الملابس فضفاضة لعدم إثارة الشهوات، والعيون مفتوحة فهي عيون تتأمل السماء ولها بصيرة روحية "تنظر إلى الأشياء التي لا تُرى وليس إلى التي تُرى، لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية" (2كو4: 18). والبعض يرسم أجسام القديسين طويلة ونحيفة، طويلة فقامتهم الروحية عالية ومشدودين إلى السماء ونحيفة فهم زاهدين في الطعام الجسدي لذلك تجد الفم صغير ويغذون أرواحهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والشفاه رقيقة مسبحة لا تشتم ولا تصيح ولا تتكلم كثيرًا ولا تضحك فتظهر أسنانها، فأفراح القديسين داخلية لا يراها الناس، وأفواههم تمجد الله "كعروس النشيد شفتاها كسلكة من القرمز" (نش4: 3)، وترسم للقديسين جبهة عريضة إشارة لدوام التأمل في الروحيات، ويرسم القديسون دائما بعينين أما الأشرار كيهوذا فيرسمونه من جانب الوجه فيظهر له عين واحدة فليس للشرير سوى نظرة أحادية للأمور هي النظرة المادية وليس له نظرة روحية للأمور.