رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يتألم لآلام أولاده: كأب لا يحتمل إلا أن يضعف لضعفاتهم ويبكي على خطاياهم كأنما قد ارتكبها هو، مقتديًا في ذلك بالأب "القديس بولس" الرسول الذي أعجب به، إذ يقول(67): "لا نعجب من الرسول بولس في إقامته الميت ولا تطهيره الأبرص، إنما نعجب من قوله(68) "من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا ألتهب". لو كان في قدرتك صنع آلاف المعجزات فأنها لن تعادل هذا القول... كلماته هذه أثمن من اللآلئ!". مرة أخرى يعلن الحب الأبوي للكاهن الكارز، قائلًا(69): "إن كان يلزم للإنسان أن يحب أولاده الجسديين(70) حتى يدعى أبًا حسب الطبيعة، فكم بالأكثر يليق بالإنسان أن يحب أولاده حسب النعمة، الروحيين المعمدين، حتى لا يهلكوا في جهنم؟!". لقد كشف أبوته لشعبه في أكثر من موضع معلنًا مرارة نفسه من أجل ضعفاتهم، نذكر منها قوله(71): "أني أب مملوء حنوًا... اسمعوا ما يطلبه بولس "يا أولادي الصغار الذين أتمخض بهم(72). كل أم تصرخ وهي تتمخض في ساعة الولادة، هكذا أفعل أنا أيضًا!". "ليتكم تستطيعون معاينة النيران الملتهبة في قلبي لتعرفوا أني أحترق أكثر من سيدة شابة تئن بسبب ترملها المبكر، فأني لست أظنها تحزن على زوجها ولا يحزن أب على ابنه، كحزني أنا على هذا الجمهور الحاضر هنا!" له أيضًا حديث رائع يكشف عن مدى حبه لخلاص أولاده ونموهم الروحي(73): "ليس شيء أحب إلي أكثر منكم، لا، ولا حتى النور! أني أود أن أقدم بكل سرور عيني ربوات المرات وأكثر -إن أمكن- من أجل توبة(74) نفوسكم! عزيز علي جدًا خلاصكم، أكثر من النور نفسه...! لأنه ماذا تفيدني أشعة الشمس أن أظلم الحزن عيني بسببكم؟!... أي رجاء يكون لي أن كنتم لا تتقدمون؟! وعلى العكس أي يأس يقدر أن دخل إلى ما دمتم نامين؟! إذ أسمع عنكم أخبارًا مفرحة أبدو كمن قد صار له أجنحة... تمموا فرحي(75)! هذا هو كل ثقل صلواتي، إني مشتاق إلى نموكم... إني أحبكم، حتى أذوب فيكم، وتكونون لي كل شيء، أبي وأمي وأخوتي وأولادي!". وفي موقف آخر إذ يدرك ثمر أبوته المملوءة حنانًا معلنًا في بنوتهم وحبهم العميق له، طلب إليهم أن يترفقوا بأبوته، قائلًا(76): "أتوسل إليكم وأرجوكم: أخبروني أن طلبت منكم مالًا أما تعطوني؟! إلا يقدم لي كل واحد منكم ما في قدرته؟! أن رأيتموني في خطر أما تنقذوني، حتى ولو أمكنكم لبترتم أعضاءكم من أجلي؟! أني في خطر، بل خطر عظيم! أني كمن هو في سجن مظلم، كمن حكم عليه بعشرة آلاف جلدة، أو كمن حبس في هوة عميقة، ولم أعد بعد أحتمل أكثر من هذا؟! ابسطوا أياديكم نحوي وأنقذوني...! أخبروني، ماذا أجيب عندما يطالبني الله بالحساب، قائلًا: لماذا لم تحتج عليهم، لماذا لم توصهم؟ لماذا لم تطرح الشريعة قدامهم؟ لماذا لم تكبح عصيانهم...؟ لست أطلب هذا لمجدي، إنما من أجل خلاصكم!". أخيرًا نذكر تعليقه على قول معلمنا بولس الرسول(77) "اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد"، قائلًا(78): أنه وإن كان لا ينذر بدموع خشية اتهامه بحب المجد الباطل، لكن دموعه الداخلية عليهم أكثر مرارة، لأنها لا تعطي نوعًا من التنفيس... إنما تجعل حزنه يتفاقم ولا ينصرف... تصوروا ماذا تكون آلام إنسان يجد علة للحزن دون أن ينفس عن ذلك؟ لو أمكننا لفتحنا قلوبنا وأريناكم إياها لتنظروا مدى اتساعها لحملكم فيها: نساء وأطفالًا ورجالًا، لأن هذا هو قوة الحب، يجعل النفس أكثر اتساعًا من السماء!". |
13 - 10 - 2021, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القديس يوحنا يتألم لآلام أولاده
موضوع جميل جدا تسلم ايدك |
||||
14 - 10 - 2021, 10:34 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس يوحنا يتألم لآلام أولاده
شكرا على المرور |
||||
|