القمص أثناسيوس فهمي جورج
أحد المخلع
عندنا ثلاث آحاد: أحد المخلع، أحد السامرية، أحد المولود أعمي، فيها شيء أساسي مشترك هو التأكيد والتشديد على أن المسيح هو ابن الله، ولا بُد أن نلتفت إلي أن يوحنا الإنجيلي الحبيب عندما تحدث لم يقل شيئا عفوا، لكنه تحدث عن المخلع وبركة الماء، وعن السامرية وبئر الماء أيضا، وعن المولود أعمي وبركة سلوام، إذا: ماء، ماء، ماء، ولا حاجة بنا أن نذكر أنه خلال ماء المعمودية نجد طريق الخلاص، وفي هذه الآحاد الثلاثة يضعنا الإنجيلي أمام المخلص إلها خالقا، ويضعنا أمام كون لا يزال في حاجة إلي الخلق.
ليتنا ندرك نظرة ربنا إلينا، نظرته الرحيمة المخلصة، نظرته الحانية، أنها ليست نظرة عادية كما ينظر الناس، بل كما هو مكتوب (الإنسان ينظر إلي العينين، أما الرب فينظر إلي القلب)، ونظرة الرب تحتوي على كل مشاعر الأبوة نحونا.. تلك النظرة التي جعلته يتحنن على التي أمسكت في ذات الفعل، والتي جعلته يتحنن على زكا، تلك النظرة التي تطلعت إلي بطرس الرسول بعد أن أنكر.
تري أية نظرة هذه التي يوجهها الرب نحو هذا المريض الملقي على الفراش لمدة 38 سنة، وقد أوضح الرب بعد ذلك أن الخطية هي السبب الرئيسي لهذا المرض المضني (لا تعود تخطئ). ومن المؤكد أن الرب نظر إليه نظر إليه نظرة السامري الصالح وهي نفس النظرة التي نظرها يسوع لأرمله نايين.