وقليل من الزيت... وهأنذا أقُش عودين لآتي
وأعمله لي ولابني لنأكله ثم نموت
( 1مل 17: 12 )
لنتتبع خطوات هذه الأرملة الآن، لا كفريسة للموت، بل كمَن أُخرجت من العالم لتُرسل إليه ثانية. ولا شك أنها شعرت بسلام في داخلها حالما سمعت كلمة الرب على فم نبيه: «لا تخافي». وها هي تدخل المدينة، ولكن في كرامة تامة، وإنكار لذاتها كمضيفة لخادم الله الحي ولكل بيتها، من تلك الساعة حتى نهاية المجاعة، لقد استخدمها الله كموكّلة عنه لإعالة اللاجئين إليه. وهكذا تمشّى إيمانها وإنكارها لذاتها جنبًا إلى جنب، لأنها فضَّلت النبي عن نفسها وعن كل مَن في بيتها، ووثقت أنها ستأكل وكل مَن معها من فيض غنى الله وكرمه. وإذ آمنت بهذا ونفذت طلب إيليا، أكلت هي وبيتها طول المدة حتى أعطى الرب مطرًا على الأرض كما تكلم ( 1مل 17: 14 - 16).