رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برزلاي الجلعادي: محبة رجل عظيم وهو عَالَ الملك عند إقامته في محنايم لأنه كان رجلاً عظيمًا جدًا ( 2صم 19: 32 ) كان شيخًا عملت فيه الأيام، من حقه أن يجد لجسده راحة، وفي ذات الوقت كان رجلاً عظيمًا جدًا (ذا جاه ومركز)؛ لكن لا شيخوخة منعته، ولا مركزه الاجتماعي عطّله عن أن يعول داود وهو في محنايم. لقد استخدم كل ما كان له، فقدّم لداود بسعة، الغالي مع الرخيص، دون أن يُطلب منه أو يُلزمه أحد ( 2صم 17: 27 - 29) إذ كان يرى فيه مسيح الرب وحبيب القلب. ومرَّت الأيام، وعاد إلى مُلكه مَنْ مسحه الله. وابتغى داود أن يكافئ مَنْ عاله في محنته. هنا ظهر المعدن الأصيل، هنا بانت رِفعة النفس، هنا تجلَّت المحبة التي تبغي أن تعطي دون أن تنتظر مقابل! لنفحص قلوبنا ودوافعنا: هل ما نقدمه للرب ينتظر مقابل؟! هل نكرمه ليعطينا أو ليحمينا، فإذا كان غير ذلك، انكشف ما في قلوبنا؟! يا ليت لنا تلك المحبة التي كانت لبرزلاي! تلك المحبة التي لها أن ترنم: إني أحب الرب لا لكي أربح ... ولا لكي أنجو .. لكن أحبه لأن حبه لي يحلو. لقد اكتشف برزلاي حقيقة الأشياء، فالأكل والشرب، وأصوات الطرب والمسرات، ما عادت تغريه.. يكفيه داود. ثم كم من الأيام بقي له حتى يسعى ويدبر ويخطط ويطمع؟ ( 2صم 19: 34 - 37). سؤال حري بنا أن نسأله لأنفسنا في انتظار لقاء سيدنا: على أن برزلاي كانت له طلبة واحدة «هوذا عبدك كمهام (في الغالب هو ابن برزلاي) يعبر مع سيدي الملك، فافعل له ما يحسن في عينيك (عيني داود)»، واسمع رد داود: «إن كمهام يعبر معي فأفعل له ما يحسن في عينيك (عيني برزلاي)». لقد استودع برزلاي كمهام لمشيئة داود، فأخبره داود أن المحبة جعلت مشيئتهما تتحدان. وبالمحبة يتحد القلب بالرب، وتتأصل النفس في الشركة، فيكون الفكر فكر المسيح، عندئذ تكون لنا الطلبات التي نطلبها. وذاك الذي لم يبغِ شيئًا في محبته، يُخبره داود بأن «كل ما تتمناه مني أفعله لك»، وليس فقط «كل ما تطلبه»! بل وقد امتد مفعول ذلك الإكرام طويلاً، إذ أوصى ابنه سليمان: «وافعل معروفًا لبني برزلاي الجلعادي فيكونوا بين الآكلين على مائدتك» ( 1مل 2: 7 ). والله لا ينسى أبدًا «تعب المحبة»، بل ينظر إليه بعين الاعتبار هنا وفي الأبدية. فما أعظم جوده لمُحبيه!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
برزلاي الجلعادي ( 2صم 19: 32 ) |
برزلاي الجلعادي ذلك الشيخ العظيم |
برزلاي الجلعادي الشيخ الحكيم |
برزلاي الجلعادي الوفي |
برزلاي الجلعادي |