رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" *في غباوة شديدة تفترضون أن المن هو الخبز النازل من السماء، بالرغم من أن المن قد أطعم جنس اليهود فقط في البرية، بينما يمتد العالم بأمم أخرى لا حصر لها... لكن حين أشرف زمان الحق على أبوابنا، "أبي يعطيكم الخبز الحقيقي الذي من السماء"، والذي كانت عطية المن ظلًا له في القديم. فهو يقول: لا يظن أحد أن ذاك المن كان بالحق هو الخبز من السماء، بل بالأحرى لصالح هذا الخبز القادر أن يطعم الأرض كلها، ويمنح العالم ملء الحياة. المن الحقيقي هو المسيح ذاته، مُدركًا باعتبار أن الله الآب قد أعطاه تحت رمز المن للذين كانوا في القديم. "وخبز السماء أعطاهم، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز 78: 24)... واضح للجميع أنه لا يوجد خبز وطعام للقوات العقلية في السماء سوى ابن الله الآب الوحيد. إذن فهو المن الحقيقي، والخبز الذي من السماء لكل الخليقة العاقلة الذي يعطيه الله الآب. يعدنا المسيح أن يهبنا الطعام الذي من السماء، أي التعزية بواسطة الروح، أعني المن الروحي. بهذا بالمن نتقوى على احتمال كل مشقةٍ وعزمٍ، وإذ نحصل عليه لا نسقط بسبب عجزنا في تلك الأمور التي ينبغي إلا ننحدر إليها. كان الأجدر بهم أن يعرفوا أن موسى قد جلب فقط خدمة الوساطة، وأن العطية لم تكن من صنع يدٍ بشريةٍ، بل هي من عمل النعمة الإلهية، فتضع الروحي داخل إطار مادي كثيف، وعبَّر لنا عن الخبز الذي من السماء، الذي يعطي حياة لكل العالم، ولا يُطعم جنسًا واحدًا فقط. القديس كيرلس الكبير *لم يقل أنه لليهود وحدهم بل لكل العالم، ليس طعامًا مجردًا بل الحياة، حياة أخري متغيرة. لقد دعاه"حياة" لأن الكل كانوا أمواتًا في الخطايا. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|