ذكَّرت نُعْمِي الفتاتين، كل منهما، ببيت أُمها، ووضعت أمامهما الزواج، ولمَّا لم تجد منهما استجابة، بل تمسَّكًا بالذهاب معها، استطردت في محاولة إقناعهما. كانت تعلم نقطة الضعف التي في بنات موآب، فأصل موآب كان هو مشيئة امرأة، هي الأُم الأولى لموآب، التي كانت على استعداد لأن تضحي بكل شيء في سبيل أن تكون لرجل، وليكون لها منه بنين (تك19). ونفس هذه الرغبة أظهرتها بنات موآب أيضًا (عد25). ولا شك أن كلمات نُعْمِي كان لها أثرها العميق على عُرْفَة ورَاعُوث. وكم من أولاد الله من الشباب الذين لم يأخذوا مركز الانفصال بسبب الزواج، بل ربما تركوه بعد أن كانوا فيه! وكم من الآباء والأقارب الذين لأجل ذات السبب أعثروا شبابًا مؤمنين وثبَّطوا عزيمتهم عن الانفصال! «مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي» ( مت 10: 37 ).