الكهنوت والرعاية والكرازة، ليست إلا عمل السيد المسيح نفسه، فهو رئيس الكهنة الأعظم وأسقف نفوسنا، والراعي الصالح، وكلمة الله المتجسد. وفي عمله الخلاصي على الصليب لم يفصل عملًا عن الآخر، بل ظهرت وحدة هذه الأعمال، بكونها عملًا إلهيًا واحدًا، فيه قدم الكاهن الأعظم حياته ذبيحة عن العالم، وفيه أعلن الراعي الصالح أعماق رعايته الباذلة، وفيه تحدث عن كلمة الله كارزًا بالحب والعمل. والأسقف يكون كاهنًا وراعيًا وكارزًا، إنما يختفي في شخص السيد المسيح، لكي يقدم بالروح القدس "عمل الحب الكهنوتي الرعوي الكرازي" كعمل واحد متكامل، مستمد من عمل المسيح الخلاصي. هذه الحقيقة كشفها مقال القديس "عن الكهنوت" بصورة أو بأخرى، حتى لنجده يتنقل من عمل إلى عمل أو من جانب إلى جانب في أعمال الخدمة دون تحفظ، إذ لم يفصل بين المعمودية والمذبح والهيكل والمنبر والإنجيل وخدمة الأرامل والفقراء...