منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 10 - 2021, 05:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871



القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الكرازي


منهجه الكرازي: العمل الكهنوتي الرعوي الكرازي



مدرسة الخدمة

الخدمة في حياة القديس يوحنا ليست أعمالًا رسمية يلتزم بها ولا واجبات تقتضيها وظيفته الكهنوتية، لكنها هي كل حياته. فقد جاءت سيرته تكشف لنا عن شخصية أسقف يعشق الرعاية ولا يكف عن الكرازة، حبه لشعبه بل أقول حبه للبشرية قد امتص كل طاقاته وأحاسيسه وعواطفه، حتى أعلن في أكثر من موضع أنه لا يعيش إلا لأجلهم!
أقول بكل صدق إن كتابًا كهذا يعجز عن أن يسجل لك منهجه في الخدمة أو يكشف لك أعماله الكهنوتية الرعوية الكرازية، إذ حمل وراء أعماله "روحًا" لا تترجمها حروف ولا تعبر عنها كلمات! لكن ما أرجوه في الرب، أن ندخل سويًا بروح الخدمة إلى تلك الحياة التي عاشها لا لنسجل منهجه بل لنمارس معه "حياة الخدمة" وأن اختلفت ظروفنا عنه أو لم نتسلم درجة كهنوتية مثله!
ولكي نتذوق هذا المنهج ونعيشه يلزمنا أن نتعرف على "مدرسة الخدمة" التي نشأ فيها لينطلق بهذه الطاقات الداخلية الفريدة.

في غير تحفظ يمكنا أن نقول أنه بدأ يتدرب على روح الخدمة في مدرسة الإنجيل، لا في مجرد دراسته، وإنما خلال ممارسته "الحياة الإنجيلية التقوية" فقد سحب الإنجيل قلب الشاب يوحنا نحو "الحياة النسكية الإنجيلية" كأفضل مناخ يلتقي فيه عمليًا مع الإنجيل، فترك مهنته ومجتمعه وأصدقاءه، وكان يود أن يترك والدته، معتكفًا في داره يطلب الوحدة من أجل الجهاد في تنفيذ الوصايا الإنجيلية. لقد اتهمه أصدقاؤه بالانعزالية والانطوائية ولم يدروا أن "الحياة الإنجيلية النسكية" هي خير مدرسة لتدريب النفس على روح الحب الباذل. لست أعني بهذا أن الحياة النسكية الرهبانية طريق للخدمة لكنها وهي طريق التعبد والوحدة مع الله تخلق قلبًا ملتهبًا بحب البشرية في المسيح يسوع. أنها تهب روح الخدمة، لا خدمة الوعظ أو التدابير والتنظيمات والإداريات، لكن خدمة الحب الباذل: اتساع القلب بالروح القدس لكي أن أمكنه يحمل العالم كله بالحب فيه!
من خلال الإنجيل، ولأجل الإنجيل، انطلق قديسنا نحو "الحياة النسكية الإنجيلية" المنفتحة لله وللناس... لا بكونها انعزالًا عن الناس بل اتحادًا مع الله خلال الوصية، وانفتاح القلب بالحب نحو البشرية كلها(1).
مارس "النسك الإنجيلي" بكونه التصاقًا بالله محب جميع بني البشر... فبدأ يمارس خدمته ليس بالتدرب على خبرات كلامية أو تصرفات رعوية خارجية، لكن خلال لقائه العميق مع "الراعي الأعظم" وهو منجذب بالإنجيل نحو البرية.
في غير مبالغة يمكننا أن نقول أن الذهبي الفم بدأ خدمته الحقة منذ فتح إنجيله في داره ورفع قلبه بالحب في مخدعه مشتهيًا خلاص نفسه وخلاص العالم كله كانت عيناه الخارجيتان تتطلعان إلى البرية مشتاقًا أن يهرب من الناس ليكون على الدوام بين يدي الله يتعبد، وكانت بصيرته الداخلية ترتفع نحو الصليب ليرى البشرية تتقدس بالدم الكريم لتعبر نوح المجد الأبدي!
لم يعاني القديس صراعًا بين حب الوحدة وبين حب البشرية، بل رأى فيهما انسجامًا واتفاقًا، فهو يدخل إلى البرية حاملًا حبه للبشرية معه، يدخل إلى الله وهو هرب من محبة اهتمامات العالم، حاملًا العالم (البشر) في قلبه!
لست أقول هذا من عندياتي، إنما جاءت الأحداث كلها تؤكد ذلك. فعلى سبيل المثال، أحس المؤمنون بنيران حبه لخلاص أخوته تشتعل في قلبه بالرغم من عزلته، فتهافتوا على سيامته أسقفًا مع صديقه باسيليوس، أما هو ففي شعوره بضعفه وعدم استحقاقه اضطر أن يهرب من الأسقفية، لكن حبه المتقد بخدمة النفوس جعله يزج بصديقه نحو السيامة معرضًا نفسه للوم الزائد ولمتاعب كثيرة.
أكثر من هذا، هروبه من الأسقفية فضح بالأكثر أعماق قلبه، إذ لم يحتمل أن يترك نفس الأسقف باسيليوس متألمة فكتب إليه يعتذر، مسجلًا لنا مقاله العظيم "عن الكهنوت(2) De Sacerdotio" الذي أعلن في نهايته بكل وضوح تفضيله لحياة الخدمة لولا عجزه وضعف إمكانياته، لا بل سجل لنا في هذا المقال خبرات رعوية دقيقة، مع أنه لم يكن بعد قد مارس الخدمة بمفهومها الظاهري، لقد خط بيده دستورًا قيمًا للعمل الكهنوتي الرعوي الكرازي.
بعد ذلك جاءت "حياته الديرية" أيضًا تؤكد هذه الحقيقة: اتساع قلبه بالحب لخلاص إخوته، كما سنرى في "منهجه الرهباني" أن أراد الرب.
أخيرًا فأن خدمته الكهنوتية تعتبر كتابًا عمليًا ترجم لنا كل ما حمله قلبه من حب منذ بداية حياته الروحية...
أما منهجه فنستطيع أن نعرضه في الخطوط العريضة التالية:
1. وحدة العمل الكهنوتي الرعوي الكرازي.
2. إيمانه بخدمة الكلمة كعمل كنسي.
3. الكرازة: دخول في التوبة.
4. الرعاية: أبوة وتدبير.
5. الكهنوت: مسئولية وبذل.
6. حياة مسيحية.
7. الكرازة والحفاظ على الإيمان.
_____
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه التعبدي
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الوعظي
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الدراسي
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الإنجيلي
القديس يوحنا ذهبى الفم


الساعة الآن 01:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024