منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 10 - 2021, 10:40 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,635


☦ إلى أولئك الذين يهجرون اجتماع الكنيسة  فرح من أجل الحاضرين وحزن على الغائبين


☦ إلى أولئك الذين يهجرون اجتماع الكنيسة
* فرح من أجل الحاضرين وحزن على الغائبين


1- ما هذا الذي يحدث ؟ حين تنقضي أعيادنا نجد أن اجتماعاتنا يرتادها أعداد قليلة جداً .
لكن ليت هذا الأمر لا يزعجنا نحن الحاضرين ولا يؤثر علينا . لقد صار حشدنا صغيراً بالفعل
، ولكننا لم نصر أبداً أدنى من حيث استعدادنا ورغبتنا في التعلم
. لقد صرنا أصغر من حيث العدد ، لكننا لم نصر أقل شوقاً وحنيناً للتعلم
. لقد صرنا أقل عدداً لكي يظهر بوضوح فيما بيننا ، الناضجون
، ونعلم من هم الذين يأتون كما لقوم عادةً أثناء العيد السنوي ،
من هم الذين عن رغبة في الأقوال الإلهية ، ومن هم الذين عن رغبة في السماع الروحي
. لقد كانت كل المدينة هنا الأحد الماضي ،
كانت الساحات مملوءة والجمع كان أشبه بموجات تهدر ذهاباً وإياباً
، لكن سکينتكم هي الأمر المرغوب فيه جداً أكثر من تلك الأمواج ،
هدوئكم هو أثمن من الضوضاء والاضطراب. وقتذاك كان يصعب على المرء أن يعد ( يحسب ) الحاضرين
، أما الآن ، فالكل يتسم بالتصرفات المفعمة بالتقوى . إذا أراد أحد أن يقارن بين الاجتماعين
، أي الاجتماع القليل العدد ، والذي يشكل الفقراء أغلبه ،
وذلك الاجتماع الكثير العدد والذي يشكل الأغنياء أغلبيته
، فسيجد أن هذا الاجتماع هو الأثقل. لأنه ، بالرغم من أنكم أقل من ناحية العدد
إلا أنكم أثمن من جهة الرغبة في الحضور .

فإذا وضع أحد عشرة دنانير ذهب على كفة ميزان ، ووضع في الكفة المقابلة مائة دينار من النحاس
فلا شك أن الكفة الراجحة ستكون هي الكفة التي تحمل النحاس ، لكن العشرة دنانير ذهب سيتفوقون بما لهم من طبيعة ذهبية ، لأنهم من حيث الجوهر ، هم أثقل وأثمن. على هذا القياس ، من يريد أن يجري مقارنة بين الاجتماعين. وعلى ذلك يمكن للأقل عدداً أن يكونوا أثمن وأهم من كثيري العدد .
لكن ، لماذا أقدم لكم أمثلة من الأمور المعتادة ، في الوقت الذي يجب فيه أن أقدم لكم حكم الله الذي يوضح هذا الأمر ؟ إذن ، ماذا يقول هذا الحكم : ’’ ولد واحد يتّقي الرب ، خير من ألف منافقين ‘‘ ( حكمة سيراخ 16: 3) . لأنه ، من الناحية العملية ، يمكن لإنسان واحد - في مرات كثيرة - من حيث قيمته ، أن يعادل آلافاً من البشر . بل يمكن أيضاً أن يكون هو الأكثر أهمية واحتياجاً والأثمن من كل المسكونة . وللتأكيد على هذا الأمر ، سوف أخذ من كلام بولس ؛ لأنه ، عندما تذكر أناساً فقراء ومضطهدين وجوعی ومعذبين ، قال الآتي : ’’ رُجموا ، نُشروا ، جُرّبوا ، ماتوا قتلاً بالسيف ، طافوا في جلود غنم وجلود معزی ، معتازين مكروبين مذلين ، وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم . تائهين في براري وجبال ومعايير وشقوق الأرض ‘‘ ( عب11: 37_38 ) .
ماذا تقول ؟ العالم لم يكن مستحقاً لأولئك الذين عاشوا في حرمان وضيق ولم يكن لهم وطن ؟ ألا ترى أنك تتناقض في أقوالك ؟ بالطبع أرى ما تقولون عنه تناقضاً ، فلأني أعرف جيداً طبيعة العملات ، قل إن العالم لم يكن مستحقاً لهؤلاء. وإذا أخذت الأرض والبحر والممالك والأقاليم وبشكل عام كل الجنس البشري ، وقارنتهم بأثنين أو ثلاثة فقراء ، يمكنني عن قناعة ، أن أقول إن هؤلاء الفقراء هم أكثر وزناً. لأنّ أولئك ، بالرغم من أنهم طردوا من وطنهم ، كان وطنهم هو أورشليم العليا. لقد عاشوا في فقر ، إلا أنهم اغتنوا من جهة التقوى. كانوا أعداء بالنسبة للناس ، إلا أنهم كانوا أحباب الله. ومن كانوا هؤلاء ؟ إيليا ، إليشع وكل أولئك الذين تشبهوا بهم . فبالرغم من أنهم وقتذاك ، لم يكن لهما حتى الطعام الكافي إلا أن فم إيليا أغلق وفتح السماء ، ورداءه أرجع مياه الأردن إلى الخلف ( أنظر 1 ملوك 17: 1_18، 46 ، و 2 ملوك 2: 😎
حين أتأمل هذه الأمور أشعر بالفرح والألم ، الفرح لأجلكم أنتم الحاضرين ، أما الألم فلأجل أولئك الغائبين ، أتألم كثيراً جداً وأشعر بالضيق والحزن والانسحاق في قلبي . لأنه من ذا الذي لا يتألم إذا رأى أمور الشيطان تكسب اهتماماً أكثر ، حتى ولو كان عديم الإحساس تماماً؟ لأنه أي مبرر إذا كانت أمور الشيطان ما تزال تحظى بذات الاهتمام ، وأي مغفرة إذا كانت تلك الأمور تحتل مكانة مميزة ؟ المسارح تدعو كل يوم ، والكل يترددون عليها ، لا أحد يرفض ، لا أحد يبدِ اعتراضاً ، بل وكأنهم مربوطون في مسيرة إجبارية ومتحررين من أي انشغال آخر ، يسرع الجميع إلى هذه المسارح . الشيخ لا يحترم شيبته ، والشاب لا يحافظ على شعلة طبيعته وشهوته ، والغني لا يفكر في العار الذي يلحق بمكانته . لكن ، حينما يجب عليه أن يأتي إلى الكنيسة ، يبدو وكأنه ينزل من مكانة سامية ومرتبة عالية، هكذا تجده خاملاً متردداً ، وفي مرحلة تالية تجده متغطرساً، يحتال كما لو أنه يمنح شيئاً لله . لكن عندما يسرع إلى المسرح
، حيث المشاهد الوقحة والمسامع البذيئة ، لا يظن أنه يلحق العار بذاته ،
ولا بالغنى ولا بأصله الشريف.
أود أن أعرف أين هم الآن الذين قد أزعجونا ذلك اليوم ؟ أود أن أعرف ماذا يعملون ؟
ما الذي يشغلهم عما نحن فيه الآن ؟ ليس هناك من اعتراض ، بل فقط غطرسة
. ماذا يمكن أن يكونوا عليه أكثر من هذه الحماقة والغباء ؟
لأنه ما السبب الذي يجعلك أيها الإنسان تتكبر وتعتقد بأنك تفعل لنا خيراً إذا أتيت هنا لكي تنتبه
وتسمع الأمور الهامة لأجل خلاص نفسك ؟ أخبرني ، ما الذي يجعلك تتغطرس ؟
أمن أجل الغنى ؟ أمن أجل الملابس الحريرية ؟ ألا تفكر في أن هذه الملابس مغزولة من الديدان ( دیدان القز ) وأنها مبتكرات البرابرة ؟ ألا تفكر في أن هذه الملابس يستخدمها العواهر والمخنثون والمسجلون خطر واللصوص ؟
اعرف جيداً الغنى البار ، وانزل من علوك وانتفاخك الفارغ . فكر جيداً في ضآلة طبيعة الإنسان . إنها طين ورماد وترابٌ ودخان وظلال وعشب وزهر عشب . أخبرني ، ألأجل مثل هذه الطبيعة ، تتكبر ؟ أي أمر مضحك أكثر هذا ؟ هل أنت تسود على أناس كثيرين ؟ ما الفائدة في أن تسود على بشر ، ألست أسيراً وعبداً لشهواتك ؟
إن حالك هنا يبدو وكأنك مثل شخص ، بينما هو في بيته ، يتلقی لطمات وجروح من خدام بيته ،
لكن في الخارج يدخل السوق متغطرساً، لمجرد أنه يسود على آخرين . هكذا أنت أيضاً ،
محبة المجد الباطل تلطمك ، والفسق يجرحك ، أنت عبد لكل الشهوات ،
ولكنك تتغطرس لأنك تسود على إخوتك في الإنسانية ؟ ليتك تسود على تلك الشهوات
، وأن تكون مساوياً لإخوتك .


☦ من #العظة_الأولى_على_سفر_أعمال_الرسل للقديس يوحنا الذهبي الفم ☦
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أولئك الذين يقفون في حضرة المسيح الذين يصبون كل اهتمامهم في الإلهيات
أولئك الذين سينالون الملكوت هم الذين يساعدون الفقراء بأمورٍ صالحة
" فَلْيَكُنْ عندَكَ كالوثَنِيِّ والجابي" فتشير إلى أولئك الذين لا يُقبلون في الكنيسة
☦ من أقوال القديس ثيوفان الحبيس عن درجات الصلاة ☦
الفقراء ليسوا أولئك الذين يملكون القليل ولكنهم أولئك الذين يرغبون في الكثير


الساعة الآن 12:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024