رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أما فى عهد النعمة فلقد تغير الوضع بسبب التجسد: – التجسد قدس المادة وأعاد إليها بهاءها الأول وإمكانية اتحاد الله بالإنسان وتجليه فى المادة. – صار الله حاضراً فينا ورأيناه وتلامسنا معه فلميعد قريباً لذهن الإنسان أن يتخيل الله فى شكل وثن كما حدث قديماً بسبب احتجاب الله وان حجاب موفته – ترقت البشرية وصار الله يعاملها كالبنين الناضجين "سمعتم أن قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم …" فلم تعد هناك رعبة انحراف العبادة إلى الأوثان . – الله بتجسده قد جدد طبيعتنا الساقطة الفاسدة وجعلنا مشابهة صورته "لأن الذين سبق نعرفهم سبق نعينهم ليكونوا مشبها ينه صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين" (رو 29:8) ، "الذى سينير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فى 21:3) ، لذلك صار فى إمكاننا أن نعاين الصورة الأصلية للإنسان التى قصدها الله فى أدم … نراها فى أولئك الذين جددهم المسيح بتجسده وحفظوا بطهارتهم نقاوة الصورة فلبسوا "صورة السماوى" 1كورنثوس 49:15) ، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرأة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كورنثوس18:3). فالأيقونة الكنسية لا ترسم شخصياً عادياً (كالفوتوغرافى) ولكنها ترسم "الإنسانالجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق" (أفسس 24:4). طقس تدشين الأيقونات: التدشين هو التكريس أى التقديسوالتخصيص لله … فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور اللهبفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار . –وفى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابىواللاهوتى لعمل الأيقونات: "أيها السيد الرب الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهناومخلصنا يسوع المسيح الذى من قبل عبده موسى أعطانا الناموس منذ البدء أن يضعفى قبة الشهادة (خيمة الاجتماع) نماذج للشاروبيم (تماثيل) هؤلاء الذين يغطونبأجنحتهم على المذبح . وأعطيت كلمة لسليمان من جهة البيت الذى بناه لك فىأورشليم" وهنا فى ايجاز تذكر الكنيسة مرجعها الكتابى فى عمل الأيقونة .. وكأنها ترفع أذهان المؤمنين وأن يرجعوا فى الكتاب كل الزينة والنقوش والصوروالمثالات التى صنعها كل من موسى وسليمان عند بناء بيت الله سواء أيام أن كانخيمة أو عندما بنى كحجارة … وجاء ايضا فى طقس التدشين الأساس اللاهوتى : "وظهرت لاصفيائك الرسل بتجسد ابنك الوحيد ربنا وإلهناومخلصنا يسوع المسيح ليبنوا لك كنائس وأديرة على اسم قديسيك وشهدائك" وهناتبرز الكنيسة إن الأساس الذى تبنى عليه الكنائس وما فيها هوظهور الابن الوحيد وتجسده . ويظهر أيضاً فى طقس التدشين عمل الروح القدس : "من أجل هذا نسأل ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحكالقدوس على هذه الصور التى للقديسين أو (للشهداء) (الفلانيين)" إننا نؤمنإيماناً قاطعاً أن الروح القدس يحل على الأيقونات بالصلاة وبالدهن بالميرونفيقدسها ويؤهلنا للكرامة والتوقير الذين تستحقها فيرشم الأسقف الأيقوناتبالميرون وينفخ فيها نفخة الروح القدس قائلاً : "فليكونوا ميناء خلاص . ميناءثبات .. لكى من يتقدم إليهم بأمانة (بإيمان صادق) ينال نعمة من الله بواسطتهملمغفرة الخطايا" . انه تعبير رائع تطلقة الكنيسة على الأيقونة إنها ميناء خلاص وميناء ثبات لكلنفس متعبة فى بحر العالم المتلاطمة الذى يزعج سلامنا وأمننا ويهددنا بالفرقفى الخطية والمشاكل والهموم الدينونة .. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسينلدى فيهم إشعاعات النور الإلهى .. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة فتتشجعالنفس وترتقى إلى السماويات ماسكة برجاء المجد … ناظرة إلى رئيس الإيمانومكملة الرب يسوع … وأيضا نجد فى خاتمة صلاة التدشين: "لأنه مبارك ومملوء مجداً اسم القدوس أيها الأب والابنوالروح القدس الأن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين" حقاً القديسون يمجدونكيارب وبمجد ملكك ينطقون .. ووجودهم بيننا فى الكنيسة هو برهان مجد الله "فليضئنوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فىالسموات" (مت 16:5). لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس لذا عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماءليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله. ونحن في أكرام الصور ، إذ نكرم اصحابها وحينما نقبل الأنجيل أنما نظهر حبنا لكلمة الله ولله الذى اعطانا وصايا لارشادنا وحينما نسجد للصليب فأنما نسجد للمصلوب عليه . والصور والآيقونات يرجع استعمالها أيضاً للعصر الرسولى نفسه فالقديس لوقا الأنجيلى كان رسماً وقد رسم صوره أو اكثر للسيدة العذراء القديسه مريم ويروى التقليد كيف أن صورة السيد المسيح قد انطبعت فوق منديل وأقوى عصور الإيمان كانت حافلا بأيقونات يوقرها الناس دون ان تضعف إيمانهم بل كانت على العكس تقويه. |
|