الله لم يخلق اللسان عبثًا، وإنما خلقه لفائدة، إن لم يؤدها يكون طاقة معطلة. فليس كل فضل اللسان أنه يخطئ. بل لابد أن يكون له عمل إيجابي. لأنه هل من المعقول أن توجد آله، كل فائدتها أنها لا تضر أحدًا؟! أم لابد أن يكون لها انتاج مفيد؟ هكذا اللسان..
لذلك فالثرثرة إحدى خطايا اللسان.
لأنها استخدام للسان بطريقة خاطئة، وربما بطريقة مزعجة. ولأنها أيضًا أضاعة لوقت السامع، ولوقت المتكلم كذلك..
ولأن اللسان قد ينفع وقد يضر، لذلك يتعجب الرسول قائلًا: "ألعل ينبوع ينبع من نفس عين واحدة: العذب والمر؟!" (يع3: 11). وخطورة اللسان يشرحها القديس يعقوب الرسول باستفاضة، بقوله:
"إن كان أحد لا يعثر في الكلام، فذاك رجل كامل، قادر أن يلجم كل الجسد أيضًا" (يع3: 3).
ويقول فيه أيضًا – هكذا اللسان – هو عضو صغير ويفتخر متعظمًا. هوذا نار قليلة أي وقود تحرق. فاللسان نار، عالم الإثم.. يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم (يع3: 5، 6).