منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 09 - 2021, 01:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,319,016

فلْنستعد




+ فلْنستعد:
عندما نقترب من المائدة المقدسة، فنحن أمام ”جسد ودم عمانوئيل إلهنا“ أي أمام شخص المسيح نفسه: «كأس البركة التي نُباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟» (1كو 10: 16). والكنيسة تُنبِّهنا إلى رهبة هذه اللحظة: ”فلنقف حسناً. لنقف بتقوى. لنقف باتصال. لنقف بسلام. لنقف بخوف الله ورعدة وخشوع“، وحول الرب تقف الملائكة ورؤساء الملائكة، والسارافيم والشاروبيم يسترون وجوههم من بهاء مجد الرب غير المنظور.
والكتاب يُوصينا: «ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس» (1كو 11: 28). فبركات الإفخارستيا لا ننالها آليّاً، وإنما يلزم أن نؤمن بالمسيح مُخلِّصاً، لأنه «بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه» (عب 10: 6)، والوقوف أمام جسده ودمه بالخشوع الواجب والشعور الكامل بحضور الرب وانحصار الذهن فيه، وأن نُصدِّق أنه بتناول جسد الرب ودمه نثبت فيه وهو فينا، وتُغفر خطايانا في دم الصليب، وننال الحياة الأبدية، وأن نستعيد فكرياً وقلبياً عمله الفدائي بصلبه وموته وقيامته، ونحيا في انتظار مجيئه لكي يختم على خلاصنا بدخولنا إلى الملكوت؛ كما يتطلَّب الأمر صِدْق التوبة واستقامة القلب وأمانته، وأن تكون قراءة الكلمة والصلاة والصوم والخدمة، ومصالحة الجميع، والغفران للمُسيئين، هي مبادئ الحياة.
ومن الطبيعي أن يمتدَّ هذا الحِرْص والالتزام بعد التناول، فلا تَحلُّل من الوقار، ولا تسيُّب في الكلام، ولا عودة من جديد لأخطاء الماضي أو للخصام والمقاطعة. ولا شكَّ أنَّ النعمة الغامرة التي نأخذها في التناول، تظل حافظة لسلوك المؤمن إنْ ظلَّ على خضوعه لها. ومع هذا، فـالرب مستعدٌّ أن يغفر لكل مَـن أخطأ فرجع إليه تائباً.
والذين يتهيَّبون التناول، لأنهم يَرَوْنَ أنفسهم خطاة، ويمتنعون عن التناول لأنه في نظرهم ”نور ونار“، وينتظرون أن يصيروا أفضل لكي يتقدَّموا إلى المائدة؛ هم مُخطئون في حقِّ أنفسهم، لأنهم بذلك يحرمونها من المسيح، وربما يفقدون فرصة الحياة. والمسيح لم يأتِ ليدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة (مت 9: 13؛ مر 2: 17؛ لو 5: 32). فالخطاة هم المقصودون أولاً بالكرازة، وتصرُّفهم الإيجابي كبنين، على مثال الابن الضال، بالتوبة والرجاء في محبة المسيح، والتقدُّم الخاشع للتناول؛ هو ما ينبغي أن يفعلوه. وشركتهم الدائمة بالمسيح، فيما بعد، هي التي ستضمن مسيرتهم في طريق الحياة الأبدية.
أما أولئك المستهترون الذين يتقدَّمون بغير إدراك لِمَا هم أمامه، ودون استعداد بالتوبة، ويتجاسرون على دخول الأقداس بغير مخافة؛ فالكتاب يدينهم: «إذاً أيُّ مَن أَكَلَ هذا الخبز (حسب الظاهر)، أو شرب كأس الرب، بدون استحقاقٍ، يكون مجرماً في جسد الرب ودمه... لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونةً لنفسه، غير مُمَيِّزٍ جسدَ الرب. مِن أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون» (1كو 11: 30،29،27). فالخاطئ غير التائب لن يُغيِّره التناول المتواتر؛ بل هو «يأكل ويشرب دينونة لنفسه».
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025