لقد قدم المسيح جسده لأجلنا ، واجتاز هذا الجسد جميع المراحل التي تجتاز فيها حبة الحنطة حتى تصبح خبزاً فكما ينبغي أن تدفن حبة الحنطة في التربة وتموت تماماً لكي تأتي بثمر كثير ، هكذا فعل المسيح . لقد مات لكي يأتي بأناس كثيرين الى ملكوت الله . وكما ينبغي ان تُطحن حبة الحنطة بين حجري الرحى ، وتُسحق سحقاً كاملاً لتتحول الى دقيق ، هكذا سُحِقَ المسيح بين حجري غضب الله من فوق لسبب خطيئة البشر التي حملها المسيح بالنيابة عنا وغضب الانسان من تحت ، "وهو مَجروح لأجل معاصينا مَسحوق لأجل آثامنا" اشعياء 53 :5 ، وكما ينبغي ان يمزج العجين ويُضرب ، هكذا امتزج المسيح بالألم وضُرب لأجلنا . وكما يوضع الخبز في النار حتى ينضج ، هكذا الرب يسوع المسيح اجتاز نيران عدل الله فوق الصليب نيابة عن كل من يؤمن به حتى يصبح جسده "مأكل حق" يهب حياة لكل من يأكله. "أي لكل من يدعو المسيح ليدخل الى كيانه" تماماً كما ان الطعام يُحيي اجسادنا عندما يدخل اجوافنا هكذا المسيح يحيي ارواحنا عندما نفتح له قلوبنا ليقيم بها يعطينا حياة ابدية.