فبالمسيح قوَّة اللَّه وحكمَةِ اللَّه لأن جهالةً اللَّه أحكم من الناس. وضعف اللَّه أقوى من الناس" (1كو 1: 23، 24).. كانت الكرازة بالمسيح المصلوب عثرةً لليهود الذين يطلبون المسيا الملك الذي يخلّصهم من حكم وسطوة الرومان، وكانت الكرازة بالإله المصلوب تمثل نوع من الجهالة لدى اليونانيين أهل العلم والحكمة، ولا تتفق الكرازة مع المنطق الروماني الذي يمجد ويؤلّه القوة، وفي كل هذا لم يتخلَ الرسل والتلاميذ وسائر المسيحيين عن المناداة بالإله المصلوب حبًا في الإنسان، وبالصليب هزم الشيطان وخلّص البشرية من قبضته. لقد صنع بالضعف ما هو أعظم من القوة، لأن أي قوة في العالم كانت تستطيع أن تخلّص الإنسان من قبضة الرجيم؟! ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول لأهل كورنثوس: "لأني لم أعزِم أن أعرفَ شيئًا بينكُم إلاَّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا" (1كو 2: 2) ويقول لأهل غلاطية: "أنتم الذين أمام عُيُونِكُم قد رُسِمَ يسوع المسيح بينكُم مصلوبًا" (غل 3: 1) ورغم اضطهادات وعذابات عدو الخير للرسل فإنه: "بقوة عظيمَةٍ كان الرُّسل يؤدُّون الشهادة بقيامَةِ الرب يسوع، ونعمَةٌ عظيمَةٌ كانت على جميعهم" (أع 4: 33).