اذ تَجمعُ الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة في هذا اليوم ذكرى أحداثٍ تاريخية جليلة ومقدّسة ألا وهي ذكرى العثور على عود الصليب المقدس في أورشليم بمساهمة القديسة الملكة هيلانة عام 326م، وذكرى استرجاع هذه الخشبة المقدسة من بلاد الفُرس على يد الامبراطورالبيزنطي هرقليوس عام 628م، تُعيدُنا الكنيسة أيضاً الى أحداث يوم الجمعة العظيمة المقدّسة، الى أحداثِ سرّ الخلاص والفداء العظيم الذي أكمله فادينا ومخلّصنا يسوع المسيح، لكي نتأمل في شخصه الالهي وفي محبته اللامتناهية للبشر التي قادَتهُ الينا حتى أنه بذَلَ ذاته عنا مُحتملاً الهُزءَ والعار والسُّخرية والاهانات والآلام المُرّة والأوجاع القاسية، وذاق الموت على خشبة الصليب لكي يَمنحنا الخلاص والقيامة والحياة الأبدية، فصارَ لنا مثالاً وقُدوة وينبوع قوّة وتعزية ورجاء لكي نشترك معه في حمل الصليب وبلوغ أفراح وأمجاد القيامة "إن الـمسيح تألـم لأجلنـا وأبقـى لكم قُدوةً لتقتفـوا آثاره” (1بطرس21:2).