لكن النعمة الالهية تَحُثُّنا وتُعزّينا وتُقوّينا على متابعة مسيرة الجلجلة وحمل الصليب مع المسيح ومواصلة الجهاد الروحيّ بكل ايمانٍ وثقةٍ وصبر، لأن هذه الاضطهادات والآلام القاسية والمُرّة (التي تَرمُز اليها قشرة الرمان الخارجية) سوف تُزهرُ وتُثمرُ فرحاً وخلاصاً، ويَستترُ وراءَ ظاهرها الجافّ والقاسي حياةٌ ونورٌ ومجدٌ وقيامة في الملكوت السماوي، الذي يُرمَز اليه بحبّات الرُّمان الحمراء والحلوة "فاني أحسَبُ أن آلام الزمانِ الحاضِر لا تُقاسُ بالمجدِ العتيدِ أن يَستعلن فينا" (روما 8: 18)، كما أنّ العُصارة الحمراء لحُبيبات الرُمان ترمز الى دم المسيح الذي سُفك على الصليب لأجل فداء الانسان، ويرمز أيضاً الى دم كل الشهداء عبر العصور الذين حملوا الصليب في حياتهم بايمان وقاسوا الاضطهادات والقتل متمثّلين بسيّدهم ومعلّمهم، فكانت "دماء الشهداء بذار المسيحية" وعاملاً قوياً في نموّها.