سر الصليب
الصليب هو أقوى حدث في حياة المسيح بالرغم من أنه أضعف موقف من مواقف الرب على الأرض كما يقول الرسول بولس "صُلِبَ من ضعف" (2 كور 13: 4). لذا فإن نظرتنا إلى الصليب اليوم، كقوة محوِّلة، حوّلت الموت إلى حياة، واللعنة إلى بركة، والظلام إلى نور. الصليب بالمفهوم الإنجيلي قوّة حاملة للإنسان وليس ثِقلاً عليه. يحوّل الموت إلى قيامة وحياة أبدية. وبه تموت النفس عن شهواتها فيتحول كل شيء إلى فرح وابتهاج. إن الصليب هو خشبة الحياة المحيية. وهذه الحقيقة انكشفت لجميع الشهداء والقديسين، فأَقبلوا حاملين الصليب بفرح من أجل ما يحمله من سرور وفرح. سرّ الصليب قوّة وُهِبناها لتسكن داخل قلبنا وأجسادنا، لتحوّل كل ما فينا لمجد الله.
سر الصليب هو إنكار الذات وهذا ما نسميه في أدبنا النسك، وما هو النسك، ليس من الضروري أن يذهب إلى البرية ولا أن يتنسك على عامود وهذه كلها طرق في النسك لكن النسك هو إنكار الذات، تفضيل الآخر وهذا هو سر الصليب أن لا أجد ذاتي إلا بإعطائها وليس بأخذها وهذا ما يقوله المسيح من أراد أن يكون لي تلميذاً فلينكر ذاته.