رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ صرت خارج المدينة تسرب إليَّ بعض الكهنة تدريجيًا وكانوا يرافقونني وهم يبكون طوال الطريق. إذ سمعنا البعض يقول: أين تقتادوه ليموت موتًا محققًا؟ أجابني أحد المحبين لي جدًا: "أرجوك أن ترحل ولتسقط في أيدي الآشوريين، ولكن ابتعد عنا، فأينما سقطتَّ تكون في أمان ما دمت بعيدًا عن أيدينا! إذ سمعت السيدة الصالحة سيليسيا Seleucia، زوجة سيدي روفينوس الكريمة، وألصق صديقة إليَّ، ورأت بعينيها هذه الأمور، رجتني وتوسلت إليَّ أن ألجأ إلى منزلها الذي في ضاحية تبعد حوالي خمسة أميال عن المدينة، وأرسلت إليَّ رجالًا يرافقونني، فرحلت إلى هناك. هناك أيضًا لم تتوقف المؤامرة المدبرة ضدي، فإنه ما أن عرف فارتريوس بما فعلته المرأة حتى هددها، كما قالت بتهديدات كثيرة. أما هي فقد خرجت تستقبلني في بيتها القروي، وأنا لا أعلم شيئًا إذ أخفت عني ذلك. إنما أخبرت وكيلها المسئول بالبيت عن الأمر، وأمرته أن يهيئ لي كل وسائل الراحة الممكنة، وأنه إن جاء بعض الرهبان يهاجموننا، يشتموننا ويسيئون التصرف معنا يلجأ إلى العمال، يجمعهم من المزارع المجاورة ويصدهم. علاوة على هذا طلبت إليّ أن ألجأ في بيتها الحصين الذي لا يمكن قهره، فأهرب من أيدي الأسقف ورهبانه. على أي الحالات ما كنت أميل إلى هذا، إنما بقيت في المنزل لا أدرك شيئًا مما يدبر لأجلي. فإنه حتى هذه الأمور (خروجنا من المدينة) لم يكن كافيًا لتهدئة غضبهم عليَّ. كان فارتريوس يزعج السيدة بتهديداته المستمرة -كما قالت هي- فكان يلزمها بإصرار أن تطردنا من ضاحيتها، حتى أنه في نصف الليل، وأنا لا أعلم شيئًا من ذلك، لم تحتمل السيدة مضايقات الأسقف، وقد أعلمت المحيطين بي -دون أن تخبرني- بأن البرابرة على الأبواب، فقد كانت تخجل أن تعترف أنها التزمت بهذا الفعل. في نصف الليل جاءني القس هيثيوس Evethios، أيقظني من نومي، وهو يصرخ بصوتٍ عالٍ قائلًا: "أرجوك، استيقظ فإن البرابرة على الأبواب إنهم قريبون منا جدًا!" تخيلي ماذا يكون حالي، وأنا أسمع هذا الكلام! إذ سألته: وما العمل؟ فإننا إذًا لا نستطيع أن نختبئ في المدينة لئلا تكون نهايتنا أفظع مما يفعله بنا الآشوريون، ألزمني بالخروج. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم |