يا لها من دعوة نافعة! لقد قال الله لإبراهيم: "وتكون بركة". ففي طريق الانفصال لا يكون إبراهيم مُباركًا فقط، بل يكون سبب بركة للآخرين. إن الرب لم يقل لإبراهيم إذا بقيت في أور أو في حاران ستكون بركة، بل إذا انفصلت عن هذا العالم ببريقه وجاذبياته ستكون بركة. وكم كان بركة في بيته وبركة لكل من هم حوله عندما كان في الوضع الروحي الصحيح وفي المكان الصحيح، وكان عظيمًا ويحظى بكل التقدير والاحترام عندما عاش غريبًا منفصلاً، حتى عندما ماتت سارة وأراد أن يدفنها، قال له رؤساء الأرض: "أنت رئيس من الله بيننا"، هذا هو الانطباع الذي تركه في الآخرين دون أن يتكلم عن نفسه أو يحاول تعظيم ذاته.