ويُعلِّق القديس كيرلس الكبير على مـا دار من حديث بين مرثا والرب يسوع، قائلاً:
[الكلمات التي قالتها (مرثـا) له (للرب يسوع): «(أَعْلَمْ أنَّ) كُـلَّ مَا تَطْلُبُ مِـنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ»، هي كلمات تعكس خوفها مـن أن تطلب صراحـةً مـا تريـد! وبكلماتهـا هـذه، تُبيِّن إخفاقها في معرفة حقيقته، إذ هي توجِّه كلماتها إليه وكأنـه هـو أحد القدِّيسين وليس الله ذاته. فإنَّ رؤيتها له، وهو في الجسد، جعلتها تظنُّ أنَّ كـلَّ ما يطلبه مـن الله، كأحد القدِّيسين، سوف يناله، دون أن تعـرف أنـه لكونـه هـو الله بطبيعته، وهـو قوَّة الآب، فهو يملك قدرةً فائقة لا تُقهَر على كلِّ الأشياء. لأنها لو كانت قـد عرفت أنـه هـو الله لَما كانت قـد قالت: «لو كنتَ ههنا»، لأن الله هو في كلِّ مكان...]