|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة قداسة البابا تواضروس بالقداس الإلهي بكنيسة بولس الرسول بالبساتين أثناء تدشين مذابح وايقونات وشرقيات واواني الكنيسة ورسم كاهنين جدد الكنيسة لخدمة الكل.. من يطرق بابها يجب مساعدته دون النظر لإنتمائه باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين. “اليوم هو الأحد الرابع في شهر طوبة ويأتي فيه عيد الغطاس وقبله عيد الختان وبعده عيد عرس قانا الجليل، وعيد الغطاس باعتباره أحد الأعياد الكبرى فهو مرتبط بالماء؛ نتعمد من الماء والروح ومن خلال ولادتنا الولادة الجديدة نولد ونصير أبناء للسماء فالكنيسة تأتي في أخر أحد في شهر طوبة وتخبرنا ماذا تفعل بنا المعمودية. وتقدم لنا اليوم معجزة شفاء المولود أعمى، وحكاية المعجزة نتذكرها مرتين في العام؛ المرة الأولى في الأحد الرابع من شهر طوبة والمرة الثانية في الأحد السادس في الصوم المقدس عندما نحتفل به ونُسميه “أحد التناصير”، والهدف أن النور نحتاجه جميعاً، فتخيلوا لو الإنسان عاش بدون نور ولا أقصد النور الخارجي ولكن أقصد النور الداخلي في قلب الإنسان، ومن هنا جاء التعبير الشعبي نقول على فلان “أعمى القلب ” فهل القلب له عيون! فالقلب المظلم فهو مظلم بنور الإيمان ونور الحق ونور المعرفة ونور الحكمة ونور المحبة. والنور يعنى عمل الإيمان في الروح القدس في حياة الإنسان، لذا نُسمي اليوم بـ”أحد النور” لأنه مرتبط بتفتيح عيون المولود أعمى، وهي معجزة خلق، ومرتبطة بسر المعمودية التي احتفلنا بها في 11 طوبه في عيد الغطاس، وهو أمر مرتبط بتوجيه وتعليم عن التوبة، والتي تعنى الانتقال من حالة ظلام إلى حالة نور ولكن ليس المقصود النور الخارجي ولكن المقصود هو النور الداخلي. “كنيستكم الجميلة التي احتفلنا بها اليوم بتدشينها وتدشين مذابحها وأيقوناتها وشرقيتها، تحمل إسم مثال حي لهذا الظلام، وهذا النور هي قصة المولود أعمى لكي تظهر أعمال الله فيه وهذه القصة والمعجزة كنت على مرأى من الجميع والسيد المسيح عندما جاء إليه الرجل الأعمى والتلاميذ بدأوا يسألوا ما الحكاية يايسوع؟ هو وُلد أعمى لأنه أخطأ، أم لأن والديه أخطأوا؟ فكانت الإجابة قوية لا هو أخطأ ولا أبواه، ولكن لتظهر أعمال الله فيه، ونادى يسوع الأعمى وأمسك بقطعتين من الطين -وهي مادة الخلق- ولكي يعلم الناس جميعاً قال يسوع للإعمى: إذهب وإغسل وجهك في بركة سلوان التي هي خارج المدينة”، بركة خارج المدينة فتصورا إنسان يسير في الشارع واضعاً يده على حبيتين الطين خوفاً من سقوطهما، وكل الناس مستعجبين، إلى أين أنت ذاهب؟ أجابهم “السيد المسيح قال لي اذهب وأغتسل في بركة سلوان”. الجميع تأكدوا أن هذا هو الأعمى، وفي هذا الزمان كانت البلاد صغيرة والناس تعرف بعضها، وطبيعي لأنه رجل ووُولد وتربى في وسطهم فالكل يعلم قصته، فذهب الأعمى واغتسل بالماء فظهر له النور وفتح وكانت أول مرة في حياته يرى الحياة ويرى الطبيعة والبشر، وعاد من البركة دون أن يسنده أحد، وبدأ يكون حديث المدينة “كان أعمى والأن أبصر” وبدأ الفريسيين والجيران يتحدثون عنه، وأخذ المجمع اليهودي المولود أعمى ليحققوا معه وماذا حدث، وأجابهم الأعمى الذي أبصر بأن الموضوع بسيط “أنا كنت أعمى والان أبصر”. وقالوا له أن من قام لك بهذه المعجزة إنسان خاطئ خاطي، فكيف يقوم بمعجزة في يوم سبت! قال لهم “بدون تشكيك فالحقيقة واضحة وضوح الشمس إننى كنت أعمى والأن أبصر وهذه الصائحة هي صائحة الانسان التائب”، يعنى في كل مرة تلتقي أب إعترافك وتقدم توبة حقيقة وبعد الإنتهاء يقرأ أب الإعتراف التحليل ويضع الصليب على رأسك ولسانك يقول “كنت أعمى والأن أبصر”، فالتوبة نور وبصر جديد، ولكم بصيرة أيضا لأن القلب هو الذي يستنير. بولس الرسول قديس كنيستكم العظيم صاحب التاريخ القوى عاش حوالي 63 سنة لكن للأسف نصف حياته كانت في ظلام، كان بعيدا عن المسيح بل كان يضطهد المسيح بإصرار وهو اللي قال عن نفسه كدة “كنت اضطهد كنيسة الله بإصرار” وقال أنا يهودي تعلمت ودرست لدى رجل غمالائيل أبرز معلم للناموس اليهودي في عصره وفهمت الناموس أكتر من أي أحد وقال لا يوجد سوى الناموس، لكن ماذا عن معجزات المسيح وتعاليمه السامية؟ ألهذه الدرجة يا بولس كان قلبك مغلق والظلمة كانت في حياتك، بل زاد في شره أنه كان يضطهد الذين يحملون اسم المسيح في أورشليم، وعندما وقعت احداث إسطفانوس المسيحيين خاف المسيحيين فبدأوا يهربوا للبلاد المجاورة لكن أكتر مجموعة هربت على دمشق، مسافة ليست طويلة وبولس جمع اللذين ذهبوا لدمشق ليقتلهم لأنهم لا يتبعوا شريعة موسى، إلى أن يوقفه السيد المسيح عن أعماله، وكما جاء في القصة أن المسيح أبرق نور حوله وقال له بولس من انت يا سيد فيرد عليه المسيح “أنا يسوع الذي أنت تضطهده”. ويصاب شاول الطرسوسى -بولس- بعمى مؤقت ليعبر عن حياته الماضية ويقوله إرجع وإذهب لحنانيا وسوف تعرف ماذا ستفعل ويتبدل الحال ويظهر النور في حياة بولس الرسول ويتحول إلى إهتداء شاول اللي صار بولس الرسول الذي نقف أمام نفسه ونقوله ممكن تعرفنا نفسك؟ من انت يا بولس؟ ورد بولس” وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي” وشبه نفسه أنه كالسقط الجنين الذى يولد ميتاً ميت لله حياة أو إسم، ثم يعرف المسيح ويقدم توبه ويتعمد ويصير إنسان جديد يظهر النور في حياته ويصير بولس الرسول الكاروز العظيم، هذا هو النور لدى طائفة من الناس، يكون قلبهم مظلم وفى طائفة أخرى النور في قلوبهم، نحن نعرف بعض من العيون ولكن الله فقط هو الذى يرى القلب ويرى كل ما فيه ويعرف كل ما يجول بداخله ويعرف قلب الإنسان إذا كان ممتلئ ظلمة أو نور، لذلك انتم محظوظين أن كنيستكم على اسم بولس الرسول الذى صار منارة للجميع. ومحظوظين ان اليوم أحد المولود اعمى “أحد النور” ومع الإسم والمناسبة تكون تدشين كنيستكم الجميلة، وتذكروا هذا على الدوام ان كنيستكم على اسم القديس العظيم وايضاً دشّنت في يوم أحد المولود أعمى، الأحد الذي يأتي في شهر طوبة ويعبر عن الحياة الجديدة. ذلك نحن مدعوين لنعيش نفس الاختبار الذي عاشه المولود أعمى “إننى كنت أعمى والأن أبصر”. واليوم هو الأحد السابق للرفاع الصوم الكبير، كل سنة وحضراتكم طيبين، لذلك اليوم هو وسيلة طيبة للاستعداد القلبي قلبك شكله إيه وفيه إيه، إذا فتحت قلبك الآن قدام المسيح يا ترى المسيح هيكون مبسوط ولا زعلان؟ قلبك وانت حر فيه قلبك ممتلئ بالنور ممتلئ بالرحمة بأعمال المحبة بروح الاتضاع بحبه كل انسنا وخدمته ولا قلبك قاسى ولا مظلم ولا قلبك طبيعته ايه. كنيستكم الجميلة أنا سعيد إني بشوفها، ونشكر أحبائنا نيافة الأنبا دانيال والأباء الكهنة الأحباء في هذه الكنيسة وعلى محبتهم لكل الشعب لأنهم أسسوا هذا المكان الجميل الذي بقى إشعاع نور لكل المكان ويخدم كل أحد محتاج، ربنا يحافظ عليكم ويفرحكم بهذه الكنيسة الجميلة وطبعا عندما يكون الكنيسة تُبنى للأزمنة القادمة لأولادنا وعندما يكبرون يقولوا عملوا لنا كنيسة جميلة تربى وتنور في المجتمع بتاعها. ربنا يبارك حياتكم ويحفظكم ويفرحكم ويعوض كل اللي تعب في هذه الكنيسة من اول المهندسين والخطاطين والرسامين والمعماريين والتصميم العام والأشكال الجميلة التي نُفذت، تأخدوا 10/10 في التخطيط والتنفيذ. وطبعا لما تبقى الكنيسة جميلة يبقى ناسها وخدامها وأسقفها وشمامستها مثلها أيضاً، أشخاص جيدين، وخدمتهم رائعة. والحقيقة أول مرة في حياتي أأتي لمنطقة البساتين. ربنا معاكم ومع الأباء الأساقفة الأحباء، وأن هذه الكنيسة تخدم الكل وليس المسيحيين فقط هي تخدم المجتمع كله بأي صورة من الصور فهي تساعدهم في التربية والتنشئة وإعداد المواطن الصالح والإرتباط بالوطن وبالسماء وبالله. فوجود الكنيسة ليست مجرد مكان عبادة كلمة كنيسة مش معناها مكان عبادة فقط، إنها مكان يخدم كل أحد، ولو جاء إليها أحد وخبط على بابها وطلب المساعدة، فلابد للكنيسة أن تقدم له المساعده دون النظر هو مين هو أو ينتمى لأيه. وأشكر رئيس الحى الذي حضر وكل معاونيه، وأشكر رجال الشرطة والنظام والأمن لترتيبهم كل شيء وعملهم أيضاً يفرح الله وتكونوا بمثابة زهرة في البساتين وفى أرض مصر لخدمة كل أحد. لإلهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد امين. |
|