رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد الفصح لعام 404 م. اقترب أيضًا عيد الفصح لعام 404 م.، والبطريرك شبه معتقل في دار الأسقفية، لا يُسمح له بممارسة خدمته في الكنيسة(4)، فاضطر أركاديوس أن يأمره بالخروج من الكنيسة، أما هو فأجابه قائلًا: [لقد تسلمت الكنيسة من يسوع المسيح، ولا أستطيع التقصير في خدمتها، فإن أردت لي أن أترك هذه الحظيرة المقدسة اطردني بالقوة(5).] جاء سبت النور، وكانت الكنيسة تستعد لتعميد طالبي العماد والسهر طوال ليلة العيد، فطُرد الذهبي الفم من الكنيسة، وحظر عليه الخروج من قلايته(6)، كما طرد رجال الإكليروس الذين يميلون إليه من الكنائس. التجأ الكهنة مع الشعب إلى الحمام الكبير الذي شيده قسطنطين الكبير، وحولوه إلى كنيسة يقضون فيه خدمة العيد، لكن سرعان ما دخل الجند وهجموا على الشعب، وتحول الحمام إلى عويل وبكاء وضرب الكهنة والشمامسة، وطردوا بثياب الخدمة، وتلطخت المعمودية بالدماء(7). خرج المؤمنون خارج أسوار المدينة يقيمون الذبيحة في ميدان قسطنطين، ومنذ ذلك الحين صار الشعب يعقد اجتماعات -متى كان الوقت مناسبًا- تارة في موضع، وأخرى في موضع آخر... وصار أضداد البطريرك يسمونهم باليوحناويين(8)Johnites. تأزمت أحوال المدينة، فقد روى المؤرخ سوزومين، أن عبدًا كان يجري نحو دار الأسقفية، وإذا ما قبله أحد ليسأله عن سرّ جريه، يطعنه بخنجره. فالتف الشعب حوله، وأمسكوه، وأسلموه للقصر الإمبراطوري يتهمونه بمحاولة اغتيال البطريرك، طالبين إدانته. وفعلًا هدَّأ الوالي روعهم وأُلقى به في السجن، معلنًا لهم أن العدالة تأخذ مجراها. هز هذا الحدث الشعب، وخاف كثيرون على حياة بطريركهم المعتقل داخل دار الأسقفية، وتناوب بعض المتحمسين حراسة الدار ليل نهار(9). في ذلك الوقت كتب الأب البطريرك رسالة وجهها إلى Innocent إنوسنت أسقف روما، وفنريوس Venerius أسقف ميلان، وكروماتيوس Chromatius أسقف أكويلية، يخبرهم بالأمر، طالبًا ضرورة تدخلهم لتهدئة الاضطرابات في القسطنطينية. وقد جاءت الرسائل الثلاث بنص واحد، تحمل هدوءًا مع وضوح في عرض قضيته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
" عظة الفصح " للقديس يوحنا ذهبى الفم |