يعتبر تقدم الحضارة مع الزيادة السريعة في السكان، العامل الفعال القوي - الذي يفوق كل العوامل الأخرى- في جميع أنحاء العالم تقريبًا وبمعدلات متزايدة. وقد بدأت الحضارة وتزايد السكان مبكرًا جدًا وبخاصة في البلاد المحيطة بفلسطين. ويؤثر الإنسان بأنشطته المختلفة على الحياة الحيوانية، من خلال طريقين، أولهما احتلال الأراضي وسكناها، فيحول الغابات والأحراش إلى مزارع مغَّيرًا بذلك أيضًا البيئة الطبيعية، مما يدفع العديد من الحيوانات إلى الهجرة، لعدم توافر المأوي أو لتدخل الإنسان في حياتها الطبيعية. ولقد كان التأثير أبعد ضررًا على الأنواع الكبيرة من الحيوانات، أما الأنواع الصغيرة منها، فلعل نشاط الإنسان قد أدى -أحيانًا- إلى تكاثرها حتى أصبح آفة يجب مقاومتها.
أما الطريق الثاني لتأثير الإنسان على حياة الحيوان، فهو أن الإنسان قد اتخذ إجراءات مباشرة ضد الكثير منها، إما بقتلها أو بمطاردتها.