رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله قاضي الأرامل تطلع إلى القلب الأبوي للبطريرك، فألزمها بالدفع للأرملة. وإن كانت بلا شك قد حملت في قلبها ضيقًا تجاه البطريرك. أما ما أشعل قلبها بنار الضغينة تجاهه فهو أنه أرسل إليها يرجوها أن ترد حقلًا اغتصبته من أرملة ظلمًا، فلم تجبه بشيءٍ. عاد فأرسل إليها رسلًا فازدادت تصلفًا. وفي يوم عيد الصليب كانت الإمبراطورة قادمة إلى الكنيسة يسبقها الإمبراطور مع حاشيته، فأمر البطريرك بغلق الباب في وجهها. وإذ بلغت باب الكنيسة بموكبها العظيم احتدت جدًا وأخذت تقذف البطريرك بأقسى الشتائم، ثم أمرت الحرس بكسر الباب بالقوة. وما أن رفع أحد الجنود يده بسلاحه حتى يبست في الحال. فارتعب الحاضرون وامتلأت أفدوكسيا خوفًا، وعادت إلى القصر ترعد وتزبد وتهدد! وإذ انتهى الأب من الصلاة خرج ليمسح يد الجندي بماء مقدس بعدما اعترف بخطئه، فعادت يده سليمة أمام الشعب! أما أفدوكسيا فانتظرت زوجها توغر صدره أن ينتقم لها من البطريرك ويعمل ما في وسعه لاستبعاده من العاصمة. وبقيت أفدوكسيا تغلي في قلبها، حتى وجدت في مشكلة "الإخوة الطوال" فرصة لتحقق مآربها. لكن سبق مشكلة "الإخوة الطوال" موقفها المملوء تذللًا عام 401م في نزع الخصومة بين الأب البطريرك والأسقف سفريان المقيم بالبلاط والمعجبة به ليدفع بها إلى التمرد من جهة البطريرك. على أي الأحوال كانت الأحداث في الفترة الأخيرة قبل نفي القديس، تعمل معًا من كل جانب لتدفع إلى التوتر الشديد بين الإمبراطورة والبطريرك. وتدخل به إلى عمق الآلام، ليكمل بقية غربته يتنقى في أتون التجارب ويتزكى، شاهدًا للرب بآلامه وكارزًا بحياته! |
|