رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ورجال الإكليروس يقول المؤرخ سوزومين عن القديس يوحنا: [ما أن اِعتلى المنصب الأسقفي حتى كرس اهتمامه الأول لإصلاح حياة الكهنة. فقد أخذ يستنكر طرقهم ومأكلهم وكل منهج سلوكهم، مصلحًا هذا كله(49).] إن كان الأسقف الجديد قد استطاع بغيرة قلبه أن يجذب الكثير من شعبه، لكن هذا الأمر كان صعبًا أن يحدث بين رجال الإكليروس، بل على العكس أدت شدة اهتمامه بهم ورغبته في الإسراع بإصلاح حياتهم إلى فتور علاقة الكثيرين به، بل بلغ الأمر أحيانًا إلى الاحتداد بينهم خفية وأحيانًا علانية. فقد جاء القديس يوحنا ليجد القصر الإمبراطوري يناصب القصر الأسقفي، وقد انفتحت السياسة على الكنيسة، واختلط الأساقفة برجال الحكم، فتحولوا عن عملهم الروحي الرعوي إلى حياة الترف والبذخ، مترددين على البلاط، يتنافسون على التقرب والتودد لأصحاب السلطة. هذه الصورة لم يحتملها الأسقف الجديد، فبدأ في إصلاح الموقف يوبخ وينتهر، بل وأحيانًا يطرد من الكنيسة، الأمر الذي سبب له الكثير من المتاعب. عاب البعض عليه فضحه أخطائهم بطريقة علنية، كما سمح أن يلتف حوله البعض مثل الشماس صرابيون الذي كان عفيفًا ناسكًا وغيورًا على خلاص الناس، لكنه أساء إلى أسقفه في بعض تصرفاته. يقول المؤرخ القسطنطيني سقراط: [كان يوحنا في مسلكه مع كهنته معتدًا بنفسه أكثر من اللازم، وذلك بقصد إصلاح سلوك من هم تحت سلطانه، فأثار بذلك غضب رجال الكنيسة فأبغضوه، وتباعد كثيرون عنه، لأنه كان حاد الطبع، كما تحول البعض إلى ألد أعدائه. كان صرابيون، وهو شماس من حاشيته، علَّة تزايد تباعدهم عنه. قد حدث مرة أن صرخ بأعلى صوته، مخاطبًا الأسقف في حضرة كل الكهنة المجتمعين معًا، قائلًا: لن تقدر يا سيدي أن تضبط هؤلاء الرجال إن لم تحكمهم بالعصا. وقد آثار القول شعورًا بالعداء نحو الأسقف، وفعلًا لم يمضِ وقت طويل حتى استبعد الأسقف كثيرين منهم من الكنيسة، البعض لسبب والآخر لسبب آخر |
|