رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رعايته لشعبه إذ وضعت عليه يد الأسقفية بدأ الراعي الجديد يعلن حبه لشعبه، ففي عظته الأولى يوم رسامته تحدث مع شعبه بروح صديقه بولس الرسول، يشجعهم ويكشف لهم عن غيرتهم ومحبتهم لمعلميهم، كما حدثهم عن حبه لهم قائلًا: [أتحدث إليكم اليوم: إني أحبكم كأني عشت معكم منذ البداية. هذا ليس بسبب حنوي نحوكم، لكن أنتم تستحقون كل حب... في إنطاكية يوجد شعب كثير، أما في القسطنطينية فيوجد أناس مؤمنون يظهرون ثباتًا عظيمًا وإخلاصًا، أخيرًا أعلن لهم أن الكرازة هي أعظم التقدمات وأسماها وأفضلها.] كان الهدف واضحًا نصب عينيه، انطلق منذ البداية يتحدث بروح الإنجيل، ساعيًا إلى خلاص الناس، باعثًا فيهم روح الكرازة والخدمة. بمعنى آخر، الأسقف الجديد لم تبهره عظمة عاصمة الشرق في ذلك الحين، ولا مظاهر الحفاوة التي لاقاها، ولا سمو مركزه، ولا قربه من البلاط. إنما شغله أمر واحد: الكرازة! كان الثمر سريعًا، فبدأت النفوس تشتاق إلى كلمة الله، وزحفت الجموع تتزاحم أمام منبره، وكما يقول سوزومين(4): [دبر يوحنا كنيسة القسطنطينية بحكمةٍ مثاليةٍ، فجذب كثيرين من الوثنيين والهراطقة للاتحاد معه. كانت جماهير الشعب تلجأ إليه كل يوم، البعض بقصد التعلم بالاستماع لمقالاته، والآخرون جاءوا يجربونه. على أي الأحوال، أبهج يوحنا كل الفئات وكسبهم، وقادهم إلى احتضان مشاعره الورعة. وإذ كان الشعب يزحمه، فلا يقدرون على الاستماع لكلماته كما ينبغي كانوا يندفعون هنا وهناك يضغطون على بعضهم البعض، معرضين أنفسهم للخطر. كل منهم يأخذ طريقه بالقوة، ليقترب منه، ويسمع ما يقوله يوحنا بأكثر دقةٍ. أما يوحنا فكان يأخذ مكانه وسطهم على المنبر، وإذ يجلس يعلم الجموع.] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
القديس يوحنا ذهبي الفم ورعايته للفقراء |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |