رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أساس المصالحة: "قاتلاً العداوة به" إن عمل المصالحة يفترض وجود عداء بين الفريقين اللذين تمت بينهما المصالحة. وما لم يُقتل هذا العداء لا تصلح المصالحة ولا تقوم لها قائمة. إن مثل من يحاول أن يجري مصالحة من غير قتل العداء, كمثل من يحاول أن يعالج مريضاً من غير أن يصل إلى علة الداء, أو كمن يريد أن يقيم بيتاً على غير أساس, أو على أساس واهٍ. إن "العداوة " المقصودة هنا هي تلك التي تحدّث عنها الرسول في العدد الخامس عشر. وهي ذات سهمين –أولهما له اتجاه أفقي- بين اليهود والأمم والثاني له اتجاه علوي –بين الله والناس (رومية 5: 10, كولوسي 2: 14) ولعل الرسول استعمل كلمة: "قاتلاً" بدلاً من كلمة: "ماحياً" أو "مزيلاً" أو "رافعاً", لأن أداة المصالحة هي الصليب, وفي الصليب قتل وإعدام. فالذي قُتل فعلاً على الصليب ليس المسيح, بل الخطية والعداوة. كأن زعيم الخطاة عندما أراد أن يقتل المسيح بالصليب, قتل نفسه وهو لا يدري. فالسهم الذي أرشه في صدر المسيح قد انخلع منه وارتد إلى قلبه, فأصاب منه مقتلاً, وبذلك أضحى القتيل قاتلاً, والقاتل قتيلاً!! فكلمة "به" تشير إلى الصليب, أو بالحري إلى الصلب الذي به تم فداؤنا بموت المسيح الكفاري عنا. وهنا نقرر بكل وضوح أن لا مكان للعداء في قلب الله من جهة البشر, لأن الله محب, بل الله محبة, ولكن هذا العداء متمكن من أفكار البشر من جهة الله بسبب خطاياهم وجهالتهم "وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة" (كولوسي 1: 21) فالجهل ينشئ عداوة, والاعتداء يولد عداء. أما شعور الله من جهة الخطاة, فيجوز أن نعبّر عنه بكلمة: "عدم رضاه عنهم" أو "تحويل وجهه عنهم", ماداموا مصرين على التمادي في المعاصي. |
|