الأعياد الدينية المقدسة عامـة هـى أيام يتم الإحتفال فيهـا بتذكار لأحداث وأسرار مقدسة تم تسجيلهـا فـى تاريخ خلاصنـا، وأيضاً لتذكار مريم العذراء أم الـمسيح، أو للرسل، والشهداء والقديسين وذلك بتقديـم صلوات وخدمات خاصـة مع راحـة من العـمل فى بعض الأحيان. والعيد ليس فقط لتذكار حدث أو شخص، بل هو أيضاً فرصة لتنشيط الحياة الروحيـة وذلك بالتذكرة بـما حدث، ففى الـميلاد يولد الـمسيح فى قلوبنـا، وفى يوم الجمعة العظيمة نصلب أنفسنـا على الصليب معه، وفى القيامـة نقوم من قبر الخطيئة، وفى يوم العنصرة نحصل على مواهب الروح القدس. والأعياد الـمقدسة فـى العهد القديـم إمـا قد أعطى الله شريعتهـا لشعبه "هذه هى أعياد الرب الـمحافل الـمقدسة التى تنادون بهـا فى أوقاتهـا"(أحبار2:23):مثل عيد الفصح (يُحتفل فيـه بأكل حمل الفِصح تذكاراً لخروج الشعب العبرانى من ارض مصر ويحتفل به فى اليوم الرابع عشر من أول شهور السنة فى التقويم اليهودى-خروج2:12-14)،وعيد الفطير (يحتفل فيـه بأكل الفطير الغير مختمر فى اليوم الخامس عشر من أول شهور السنة وأيضاً تذكاراً لخروج بنى اسرائيل من مصر-خروج15:12-20)،وعيد الأسابيع أوعيد الكفّارة (وفيه يُحتفل بباكورة حصاد الأرض (أحبار23)،أو قد رتبّهـا الشعب بإرشاد من الله مثل عيد تدشين هيكل سليمان (3ملوك2:8) وعيد تذكار ترميمه على يد زربابل (عزرا14:6-16). وكل تلك الأعياد كما ذُكرت فى العهد القديم ما هى إلاّ رمزاً وظلاً للحقيقة والتى هى فى الـمسيح يسوع ولهذا فليس غريبـاً أن تحتفل الكنيسة فى العهد الجديد بفرح وإبتهاج بـما تحقق بتجسد وموت وقيامـة السيد الـمسيح فتقوم بتذكار كل تلك الأحداث من حضور جماعى أمام الرب وتقديم تقدمات روحيـة تُفرح قلب الله، بما فى ذلك الأعياد الـمريمية أو تذكارات القديسين.