رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطَّرِيقُ المُقدَّسة ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ." (مز 51: 17). يوجد درس جميل لنا في إشعياء 35: 8 حيث يقول: «وتكون هناك سكة وطريق يُقال لها الطريق المقدسة. لا يَعبُر فيها نجسٌ. بل هي لهم. مَن سلك في الطريق حتى الجهال، لا يضِل». هذه الآية بلا شك تُشير بصفة خاصة إلى إسرائيل، عندما يأتي الوقت الذي فيه يقبل الله الأمة ويُدخل الشعب إلى البركة، ولكن من حيث المبدأ هي تُشير إلى جميع الأجيال. كانت هناك دائمًا طريق مقدسة، فقد سار أخنوخ في هذه الطريق، وحتى في عهد الناموس كان على الكاهن أن يلبس على العمامة صفيحة من ذهب منقوش عليها نقش خاتم «قدسٌ للرب» ( خر 28: 36 ). وعندما أرجَع داود تابوت عهد الرب، قال: «هَبُوا الرب مجدَ اسمهِ. احملوا هدايا وتعالوا إلى أمامه. اسجدوا للرب في زينةٍ مقدسة» ( 1أخ 16: 29 ). ثم إن الرسالة التي أمر الله موسى أن يحملها إلى شعبه كانت هذه: «وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأُمة مقدسة» ( خر 19: 6 ). ربما لم يدرك هذه الطريق إلا القليلون، وأقل منهم هم الذين سلكوا فيها عمليًا، ولكن فشل الشعب لم يكن ليُبطِل صفة الله من نحو شعبه كالإله القدوس، وما كان يريدهم أن يكونوا عليه ”كأُمة مقدَّسة“. ولا حاجة للقول بأن الله قد أعد طريقًا مقدسة لشعبه الآن: «كونوا أنتم أيضًا مَبنيين – كحجارة حية – بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح» ( 1بط 2: 5 )، «لأن الله لم يَدعُنا للنجاسة بل في القداسة» ( 1تس 4: 7 )، «اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحدٌ الرب» ( عب 12: 14 ). ولكن مَن هم الذين يستطيعون السلوك فيها؟ نقرأ بأن أفعال الله الظاهرة قد عرَّفها لبني إسرائيل، ولكن طرقه قد عرَّفها لموسى ( مز 103: 7 ). ويُمكننا أن نُضيف إلى هذه العبارة القول: «وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض» ( عد 12: 3 )، وهذا يتفق تمامًا مع القول: «يدرِّب الودعاء في الحق، ويُعلِّم الوُدعاء طُرقَهُ» ( مز 25: 9 ). هذه إذًا هي الروح التي يجب أن نقترب بها إلى كلمة الله إن كنا نريد أن نجد طريقه. إنه ليس الأذكياء أصحاب العقول الكبيرة هم الذين يذكرهم الوحي هنا، بل «ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمُنسحق يا الله لا تحتقره» ( مز 51: 17 ). . |
|