لكننا نتعجب جدًّا أن نجد حوباب ابن رعوئيل (يثرون) يرفض عرض موسى بأن يذهب معهم، فيحظى بكل الخير والإحسان الذي قصده الرب لإسرائيل، فكان جواب حوباب ابن يثرون على قول موسى له: «اذهب معنا فنحسن إليك، لأن الرب قد تكلَّم عن إسرائيل بالإحسان ... لا أذهب بل إلى أرضي وعشيرتي أمضي» (عد10: 29، 30). نعم لقد كان إيمان يثرون بالرب، وهو الكاهن الوثني (خر18: 1)، إيمانًا حقيقيًّا، وقد اعترف بالرب، وعبده مقدمًا له محرقات وذبائح، وقد تمتع بامتياز الشركة مع الرب هو وشيوخ إسرائيل، ولكن يا للحسرة، إذ نرى ابنه يرفض مرافقة شعب الرب، مفضلاً أرضه وعشيرته عن كل هذا، فلم يُقدِّر امتياز الشركة مع شعب الله. وهكذا تُختم القصة بهذا الخروف، وقد ضلَّ طريقه وابتعد عن قطيعه؟!
ولكننا في نور العهد الجديد كأننا نمسك بطرف هذا الخيط، ونجد استكمالاً لهذه القصة الجميلة، إذ نجد كيف أن الرب في مشهد النعمة يتعامل مع الضال ويُرجعه، ليتمتع بامتياز أن يأكل مع الرب