لم يشقّ دانِيآل ثيابه، بل مضى إلى بيته وفتح كُواه نَحو أُورشليم! ولم يصرخ في وسط المدينة بل صرخ لله في علِّيته! ولم يلبس مِسْحًا برمادٍ، بل طفق يُصلِّي، وانطلق يَحمد العلي القيوم، كما تعوَّد. ولم ينجح القانون الذي لا يُنسَخ، ولا ظلام الجُبِّ، ولا زئير الأسُود، أن يهزّ شعرة واحدة من رأسه! ذلك لأنه كان يعلَم عميقًا في قلبه أن الكلمة الأخيرة ليست لهم، ولا لقانونهم، ولا للأسُود الجائعة، بل لإلهه؛ الإله الكبير العظيم القوي صاحب السلطان، والذي هو وحده «الآخِر»، وكلامه هو فقط آخر الكلام. لذا كان حري بمردخاي، وحري بنا نحن الآن، أن نذكر أن هذا الإله العظيم لا يقدر أن يُنكِر نفسه، فهو في ذاته «الآخِر»، ولذا فهو لم ولن يُفرِّط في حقه أبدًا في أن تكون الكلمة الأخيرة له وحده.