|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا تواضروس «التدمير والخراب» هذا ما حققه الأمريكان بحربهم على أفغانستان البابا تواضروس الثانى أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن الحرب الأمريكية على أفغانستان استمرت لمدة ٢٠ سنة ولم يحققوا خلالها شيئا، مضيفا أن ما حدث هو صراع كان فيه تدمير وخراب عظيم. واستكمل البابا خلال عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء أمس الأول، من المقر البابوي بالقاهرة، والتي عقدت دون حضور شعبي، تأملاته في مزمور ٣٧ التي بدأها منذ أسبوعين حيث تناول وصية «اسْكُنِ الأَرْضَ» وأعطى من خلالها درسًا عن مفهوم الأرض في الكتاب المقدس وعلاقة الأرض بالله والإنسان والشيطان من المفهوم الكتابي. وقال البابا: «دائمًا الآباء يشبّهونها بتشبيه جميل جدًا (بعد أن أوجد الله الخالق هذه المملكة العظيمة – مملكة الخلقة – خلق الملك الإنسان والمقصود به الرجل والمرأة)، وبدأ يسكن ويعمّر، ولكن للأسف تأتي قصة السقوط في الخطية، مستطردا «باختصار قصة السقوط بمعنى أنني أفضّل إرادتي عن إرادتك وأحاول أن أوجد سبب لحياتي ليس أنت يا الله بل الطعام، وهذه هي فلسفة وجود أصوام في حياتنا أننا نحاول أن نرجع للصورة الفردوسية الأولى، لأنهم كانوا يأكلون أطعمة نباتية في الفردوس». وتابع «لهذا نحن في أصوامنا يكون الطعام النباتي هو الطعام الأساسي، وفي نفس الوقت أقول له يا رب حياتي ليست من الطعام ولا من ثمرة حلوة وشكلها شهي للأكل بل منك أنت يا رب، ولهذا يكون عندنا فترات انقطاع، فترات انقطاع وبعدها نتناول الأطعمة النباتية، وعندما وقع آدم وحواء في الخطية أو المخالفة أو كسر الوصية وكسروا قلب ربنا فكانت النتيجة أن «مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ»، فصارت هناك لعنة في الأرض وبدأ بها الفساد والأوبئة». وواصل البابا «انتبه أن في بداية الخليقة كانت كل الحيوانات تعيش في انسجام ومتوافقين جميعًا، ولا يوجد افتراس أو أمراض ولكن مع الخطية وأن صارت الأرض ملعونة ظهرت الأمراض والأوبئة والفيضانات والزلازل والحروب والأمور التي تعيش فيها الأرض الآن، وبعد أن كان آدم وحواء يأكلان بكل سهولة وبساطة يقول هكذا: يأكل بتعبه وبمجهوده وعمله في الأرض حتى تُخرج له الطعام الذي يأكله هو وأبناؤه، واستمرت الأرض هكذا حتى نسمع في قصة دعوة إبراهيم أبوالآباء. وقال البابا، يقولون المسيحية لا تعرف الجغرافيا، فالمكان الذي تقف لتصلي فيه هو مكان مقدس جدًا، مضيفا فعندما انتشر وباء الكورونا بدأ الناس يلتزمون البيوت حسب التعليمات الصحية وأصبحت الكنائس مغلقة فتحوّلت البيوت إلى كنائس، وعند إقامة أي إكليل نقول للرجل والمرأة أنكم تصنعون كنيسة جديدة ليسكن فيها المسيح، ففكرة الجغرافيا وفكرة أن مكان معيّن له قداسة أكثر من أي مكان آخر لم تعد موجودة واِعرفها دائمًا عندما نقول هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ كله فلا يوجد نقطة تختلف عن نقطة أخرى. وأشار إلى أن فكرة الأرض لم تعد موجودة في المسيحية ولم تعد حاضرة بعكس العهد القديم، ولهذا المسيح يُقدّس أي مكان يحل فيه والكناس المسيحية موجودة في كل مكان في العالم. وقال البابا أن الشيطان جعل الأرض ساحته وساحة الصراع، وحوّل الأرض لأماكن للحروب والأطماع والمجازر والأحقاد، وصارت الأرض تتغطّى بالدم وتتدنس بالظلم، وصارت الأرض التي هي نعمة أعطاها الله للإنسان، وصار عدو الخير يصنع ويجول وسط البشر لكي يُسقطهم بأي صورة. وأضاف: «صارت الأرض بما فيها وعليها نسمع عن حروب في العالم على الأرض كما رأينا مثلاً الحرب في أفغانستان من أمريكا لمدة ٢٠ سنة ولم يحققوا شيء، صراع كان فيه تدمير وخراب عظيم، وينسى الإنسان حياة الفضيلة التي خُلق من أجلها بل ينسى إنسانيته، وهذا ما يصنعه عدو الخير في البشر اليوم». وتابع البابا أن عدو الخير نجح أن يحوّل الأرض إلى شكل من أشكال النزاع، فنجد أن تكدست الأسلحة في أماكن كثيرة، وناس كثيرة تحت حد الفقر بالملايين في بلاد كثيرة بالرغم من أن خير ربنا يُغطي احتياجات الناس كلها، وصار في الحياة الأرضية الغني يزداد غنىً والفقير يزداد فقرًا. وواصل «نسمع عن جهود التنمية والجهود العظيمة التي تقوم بها الدول والأمم المتحدة والتنمية المستدامة، ولكن ما زال عدو الخير يحارب الإنسان بالطمع والاستغلال ويحاربه بالصدام ويحاربه بثروات الأرض لتكون محل صراع سواء بين الأفراد أو بين الشعوب وبين الأمم ونسمع عن حروب تظل وقتًا طويلاً جدًا بين الناس، الشيطان في الأرض». واختتم البابا الخلاصة أن «اسْكُنِ الأَرْضَ» درس من دروس الحكمة، وأن تكون شخص متوازن، وتكون الأرض التي تعيش فيها سكن هادئ وجميل ومريح لك، وأن تكون إنسان معمّر وإنسان إيجابي في كل ما تصنعه هذه وصية من الوصايا التي يعلّمها لنا الكتاب المقدس. . |
|