رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث محبة الله الراعي وحتى بعد سقطة الإنسان الأول لم يتخل الله عن محبته. ففيما هو يعاقب، مزج العقوبة بوعد بالخلاص. فقال (إن نسل المرأة يسحق رأس الحية) (تك 15:3). حقًا كما نقول في القداس الغريغوري "حولت لي العقوبة خلاصًا". ولم يلعن الله آدم وحواء لعن الحية (تك3:14)، إلا كانت اللعنة قد أصابت البشرية كلها. وحتى عندما عاقب الله قايين، لم يتخل الله عن رأفته، فلما قال له قايين (أنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني) فقال له الرب كل من قتل قايين، فسبعة أضعاف ينتقم منه وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده (تك 4: 14، 15). ومن محبة الله للإنسان رعايته بالناموس والأنبياء. فلما سار الإنسان في طريق الضلال (وقال الجاهل في قلبه ليس إله) (مز 14: 1). وفسد البشر جميعًا، وإذا ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد (مز 14: 3) بل حتى ضمائرهم أظلمت ولم تعد تهديهم، أرسل الله لهم الأنبياء لكي يبلغوهم صوت الله وأوامره. كما زودهم بالوحي الإلهي وبالشريعة المكتوبة. بل أن أول لوحين للشريعة، كانا مكتوبين بأصبع الله (واللوحان هما صنعه الله والكتابة كتابة الله منقوشة علي اللوحين) (خر32: 16). واستمر الله يرسل الأنبياء لهداية الناس، حتى بعد أن تركوا عهده، ونقضوا مذابحه، وقتلوا أنبياءه بالسيف (1 مل 19: 14). وحتى بعد أن عبدوا العجل الذهبي (خر32) وعبدوا الأصنام فترات طويلة. ومن محبة الله للإنسان أنه كان الراعي الصالح له. كما تغني داود النبي في المزمور قائلًا (الرب يرعاني فلا يعوزني شيء.في مراع خضر يربضني. إلي ماء الراحة يوردني. يرد نفسي، يهديني إلي سبل البر) (مز 23). وقال الرب في سفر حزقيال النبي (أنا أرعي غنمي وأربضها- يقول السيد الرب - وأطلب الضال، واسترد المطرود، وأجبر الكسير وأعصب الجريح..) (حز 34: 15، 16). بل أن الرب تكلم بشدة ضد الرعاة الذين يرعون أنفسهم وقد أهملوا غمه وخرافة، فقال (هأنذا علي الرعاة، واطلب غنمي من يدهم، وأكفهم عن رعي الغنم، ولا يرعي الرعاة أنفسهم بعد، وأخلص غنمي من أفواههم، فلا تكون لهم مأكلًا) (حز 34: 10). وفي العهد الجديد يقول السيد الرب (أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو10:11). (أنا هو الراعي الصالح، وأعرف خاصتي، وخاصتي تعرفني) (خرافي تعرف صوتي فتتبعني، ولن تهلك إلي الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي) (يو 10: 14، 27، 28). ورعاية الرب لشعبه شاملة تشمل كل تفاصيل الحياة: فهو يرعاهم ماديًا وروحيًا. ويخلصهم من أيدي أعدائهم. كما قال موسى النبي (قفوا وانظر خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون) (خر 14:13، 14). وقصص أمثال هذا الخلاص التي تظهر محبة الرب كثيرة في سفر القضاة. ومحبة الرب في رعايته المادية وأولاده، تظهر في معجزتي المن والسلوى، وفي إرساله الطعام لإيليا النبي عند نهر كريت أثناء المجاعة، في عبارة مؤثرة قال له فيها (وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك) (1 مل 17:4)، بل تظهر محبة الرب العجيبة في هذا الأمر، إذ أنه (يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين، ويمطر علي الأبرار والظالمين) (مت 5: 45). بل أنه يعطي البهائم قوتها، وفراخ الغربان التي تدعوه (مز146). ويعطي طعامًا لكل دودة تدب تحت حجر.. ما أعجب محبته للكل وما أعجب حنانه. ورعايته الروحية تشمل قصة الخلاص كلها. وفي ذلك قال بولس الرسول عن الله في إرساله الخدام للعناية الروحية بالناس (وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض الخدمة، لبنيان جسد المسيح. إلي أن تنتهي جميعًا إلي وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله..) (أف4:11-13). بل قال أيضًا عن الملائكة (أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص) (عب 1:14). أما عن محبة الله في إرسال الملائكة لخدمة البشر ولمعونتهم، فهي موضوع طويل يدل علي عمق محبة الله.. يحدثنا عنه دانيال النبي في الجب وهو يقول (إلهي أرسل ملاكه، فسد أفواه الأسود) (دا 6:22). ويقول أبونا يعقوب أب الآباء (الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ) (سفر التكوين 48: 16). ملاك آخر أنقذ بطرس الرسول من السجن (أع 12:7، 11). وملاك ضرب جيش سنحاريب وخلص الشعب منه (2 مل19:35). حقًا، كما يقول الكتاب (ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم) (مز 34:7). ومن محبة الرب أيضًا يرسل ملائكة البشارة والفرح. ملاك يبشر العذراء بالحبل بالمسيح (لو1:26، 38). وملاك يبشر زكريا بيوحنا المعمدان (لو1:11-20). وملاك يبشر الرعاة بميلاد المسيح (لو2:8-14). وملاك يبشر يوسف النجار (مت 1:20، 21).. وما أكثر الملائكة الذين بشروا النسوة بالقيامة.. وملائكة البشري كثيرون في الكتاب المقدس، يرسلهم الله من محبته حاملين أخبارًا مفرحة. محبة الله الآب ومن محبة الله لنا، أنه دعانا أبناء له. وفي هذا يقول القديس يوحنا الرسول (انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله) (ايو3:1). وهكذا نصلي باستمرار ونقول (أبانا الذي في السموات) (مت 6: 9). وتتكرر عبارة (أبوكم السماوي) مرات عديدة في العظة علي الجبل. وترتبط بالكمال المطلوب منا حينًا (مت5:48). وبالمغفرة حينًا آخر (مت6:14). بالعمل في الخفاء أحيانًا (مت6: 4، 6، 18). وترتبط بعناية الله أيضًا إذ يقول (فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه) (مت7:11). (لا تهتموا قائلين ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس.. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها) (مت6 :31، 32). ما أعمق أن نعتمد باستمرار علي محبة هذا الآب السماوي. ومحبة الله دعتنا أبناء أيضًا حتى في العهد القديم. فهو ينادي كلًا منا قائلًا (يا أبني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي) (أم 23:26). ويقول الوحي في قصة الطوفان قائلًا عن نسل شيث (رأي أولاد الله بنات الناس أنهن حسنات) (تك6:2). ويعاتب الله شعبه قائلًا (ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي) (أش1:2). ويعاتب في سفر ملاخي قائلًا "«الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟" (سفر ملاخي 1: 6) (ملا1:6). ويناديه الشعب في سفر إشعياء النبي قائلين (تطلع من السموات، وانظر من مسكن قدسك.. فإنك أنت أبونا, وإن لم يعرفنا إبراهيم.. أنت يا رب أبونا، ولينا، منذ الأبد اسمك) (أش63: 15، 16)،وأيضًا (والآن أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا) (أش 64:8). إن كلمة أب تحمل مشاعر عميقة لا تحصي. تحمل معاني الحب والحنان، والرعاية أيضًا. وتحمل معاني الرأفة والإشفاق أيضًا. وهكذا يقول داود النبي في المزمور (كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز 103). وعبارة الأبوة تعني أنه يعاملنا كأبناء وليس كعبيد. وتعني أيضًا أن لنا ميراثًا في السماء كبنين. وتعني كذلك أنه يجب علينا أن نبادل هذا الأب حبًا بحب. كما قال القديس يوحنا الرسول (نحن نحبه، لأنه هو أحبنا أولًا) (1يو4:19).. وإلا فإننا نستحق توبيخ الرسول حينما قال (إن كنتم تحتملون التأديب، يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كنتم تحتملون التأديب، يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كنتم بلا تأديب.. فأنتم نغول لا بنون) (عب12 :7، 8). ما أكثر أيضًا ألقاب الحب التي يلقبنا بها الله. ليس فقط أبناء. بل يشبهنا أيضًا بالعروس. ويقول القديس يوحنا المعمدان عن المسيح والكنيسة (من له العروس فهو العريس أما صديق العريس (عن نفسه) الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحًا) (يو3:29). نفس التشبيه يقوله السيد الرب في مثل العذارى الحكيمات اللائي يسهرن في العريس (مت25). ونفس التشبيه في (أف5:25:33). وعن هذا التشبيه في الحب ورد سفر كامل في الكتاب هو سفر نشيد الأناشيد عن العلاقة بين الله والنفس البشرية. كذلك يشبه علاقتنا به بالعلاقة بين الجسد والرأس. فالمسيح هو رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد (أف5: 23). وكلنا أعضاء في جسده.. أو هناك تشبيه آخر مماثل، أنه الكرمة ونحن الأغصان. والغصن الثابت فيه، أي في الكرمة، هو الذي يأتي بثمر (يو15:5)،ولذلك كله -من محبته لنا- دعانا خاصته. وقيل عنه إنه أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهي) (يو13:1). ومن محبته لنا دعانا هياكل لروحه القدوس. فقال القديس بولس الرسول (أما تعملون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم.. لآن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو) (1كو3: 16، 17). وكرر ذلك في (1كو6:19). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هناك محبة وثقة بين الراعي وخِرافه |
محبة الله للإنسان أنه كان الراعي الصالح له |
الراعي وسط الخراف محبة صادقة متبادلة |
كورونا دي مش من الله لان الله محبة وكله محبة واعماله كلها محبة |
محبة الله الراعي |