رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشرح القديس كيرلس الكبير هذه الآية (يو 3: 16) بأسلوبٍ رائع، قائلاً: [يُريد الرب هنا، وبكل وضوح، أن يكشف عن أنه هو الله بالطبيعة، حيث ينبغي على الإنسان أن يؤمن أن الذي جاء من الله الآب هو الله أيضاً، ويقيناً لا يأخذ كرامةً من خارج كما نحن، بل هو - في الحقيقة - هكذا كما آمنَّا به. والابن يقول هذا ببراعةٍ فائقة، إذ يربط هذا الأمر بمحبة الله الآب لنا... فهو يقول: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ» (يو 3: 16)... (فـ) هذا الابن هو الابن الوحيد، ولكي يبقى، إذاً، حب الله الآب، هذا الحب العظيم، ويظلُّ محفوظاً؛ فلنؤمن أنه هو الابن وليس مخلوقاً، أعني أنه الابن من جوهر الآب، أي مساوٍ في الجوهر مع الذي وَلَدَه، وهو الله بالفعل وبالحق. لكن إنْ كان، بحسب زعمك (أي زعم الهرطوقي)، ليس من نفس كيان جوهر الله الآب، فإنه عندئذٍ لن يكون بالطبيعة ابناً وإلهاً، وسوف تصبح أُعجوبة محبة الله العظيمة - في النهاية – كأنها لم تكن، لأنه يكون قد بَذَل مخلوقاً لأجل مخلوقات، ولم يبذل ابنه الحقيقي... إذن، عظيمٌ وفائقٌ للطبيعة هو حُب الآب، الذي بَذَل ابنه الذاتي (الأزلي)، والذي هو من ذاته، لأجل حياة العالم](6). |
|