ما ذكرناه حتى الآن يفرض ضرورة وجود مراحل على الطريق التي على علم اللاهوت أن يقطعها لتوضيح العلاقة بين الكنيسة والديانات الأخرى وبين الخلاص. يجب قبل كل شيء أن نؤمن إيماناً راسخاً بأن “هذه الكنيسة في مسيرتها على الأرض ضرورية للخلاص. فالمسيح وحده وسيط الخلاص وهو حاضر لنا في جسده أي الكنيسة. وهو نفسه إذ شدّد بصريح العبارة على ضرورة الإيمان والعماد (مر 16/16؛ يو3/5)، قد أكّد لنا في الوقت عينه ضرورة الكنيسة التي يدخل إليها الناس بالعماد الذي هو الباب”[77]. لا يجب أن تتعارض هذه العقيدة إذن مع إرادة الله الخلاصية الشاملة (1تيم 2/4)؛ لذا “لابد من التمسّك بهاتين الحقيقتين أي إمكانية الخلاص الحقة في المسيح للناس أجمعين وضرورة الكنيسة للخلاص”[78].