والآباء كانوا يقومون بهذه الخدمات في فرح، بلا تذمر..
بل كانوا يتطوعون لهذه الخدمة، دون أن يطلبها منهم أحد.. وكانوا يقومون بها بكل تواضع قلب، سعداء بخدمة إخوتهم. قديس يري رجلًا مجذومًا، فيحمله إلي قلايته، ويخدمه وينفق عليه مدة ثلاث أشهر، لكي ينال بركة خدمته. وما أكثر الآباء، الذين بصبر كثير، فرغوا أنفسهم فترات طويلة لخدمة المرضي، وخدمة الشيوخ، كما فعل يوحنا القصير، مع أبيه الشيخ الأنبا بموا، في احتمال عجيب، حتى تنيح بسلام، ونال بركته. وقال عنه الأنبا بموا "هذا ملاك لا إنسان". وكان الآباء، إن رأوا أحدًا مرهقًا في عمل، يمدون أيديهم في محبة ليحملوا العبْ عنه، كما قال الرب "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28).