"في أسفار مرارًا كثيرة.. في جوع وعطش.. في برد وعري، في تعب وكد.. في أسهار، في أصوام" (2 كو 11: 26، 27) يسهرون لأجل النفوس، كأنهم سوف يعطون حسابًا" (عب 13: 17). كانوا مثل الشموع، التي تذوب، لكي تعطي نورًا للآخرين. وما أجمل قول الشيخ الروحاني في الخدمة "في كل موضع مضيت إليه، كن صغير أخوتك وخديمهم".. إن نزعة العظمة، ليست دليلًا علي القوة، بل هي حرب.
أما القوي، فهو الذي يدرب نفسه، علي أن يكون خادمًا.
القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة، كان وهو أسقف، يحمل الطعام إلي بيوت الفقراء، في الليل في الخفاء، ويقرع أبوابهم، ويترك ما يحمله أمام الباب ويمضي، وهو سعيد بخدمته.
والأنبا موسي الأسود، كان يحمل الماء إلي قلالي الرهبان. والقديس بينوفيوس، كان يدرب ذاته علي أن يقوم في الدير بالخدمات الحقيرة التي لا يقبل عليها الكثيرون، مثل تنظيف دورات المياه وكنس الدير، وحمل القاذورات خارجًا، وسائر عمليات التنظيف..