إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت،
لكي تتبرر في أقوالك، وتزكو في قضائك...
( مز 51: 4 ، 5)
لا شك أن جريمة داود ضد أُوريا كانت جريمة فظيعة جدًا. رجل يسند رأسه لينام على باب بيت داود، ومع ذلك يوصي داود بقتله (2صم11).
جريمة مُريعة كان ثقلها جسيمًا على ضمير داود إذ رأى نفسه زانيًا أمام الله الطاهر القدوس.
نعم نقول «أمام الله»، فهو قد نسيَ كل شيء آخر سوى هذا الأمر الواحد الذي نغّص عليه حياته، ومنع النوم عن أجفانه: «إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت، لكي تتبرر في أقوالك، وتزكو في قضائِكَ». هذا هو الانسحاق الصحيح الذي به يتبرر الله في إدانته العادلة لخطايانا بتقديم الذبيحة الإلهية الكاملة.
ولكن لنلاحظ أن داود لا يقتصر على الاعتراف بخطاياه المُريعة أمام الله، بل هو أيضًا يعترف اعترافًا صحيحًا مصحوبًا بالشعور العميق بفساد الطبيعة التي ارتكبت هذه الخطايا «هأنذا بالإثم صًورت، وبالخطية حبلت بي أمي».