![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَأَمُّلُ فِي عِيدِ مِخَائِيلِ رَئِيسِ المَلَائِكَةِ. ![]() في عيدِكَ يا رئيس ملائكةِ الله الأوّل ميخائيل، نتأمَّلُ بشخصِكَ الروحانيّ في الكتاب المقدّس ونطلبُ شفاعتك! فأنت صرخةٌ قويّة تعلو مِن الملكوت ويرهبُ منها الشياطين وسلاطينهم وهي كما يدلُّ عليها اسمُك في العبرية: «مَن يملكُ قوّةً مِثلُ الله»! فغَيرتُكَ على مجدِ الله لا تُضاهى! أنتَ الواقفُ أمامَ الله! تشفعُ فينا مِن أجلِ خلاصِنا مِن شرورِ العالم! أنتَ ساحقُ الشيطانِ أينما وُجد! يخافُ منكَ ويَهوِي مائتًا! أنتَ الذي تأتي لنُصرتِ المؤمن بالله حين يكونُ مُضطهدًا مِن قبلِ أعداءِ الله وأتباعِ الشياطين ورؤسائهم! سيفُكَ رمزٌ روحيّ لقوّةِ الله التي تُدافعُ عن الإنسان في وَجهِ الشر وهو رمزٌ للحقيقة السامية الآتية مِن الله! أنتَ الملاكُ الذي كان أوّل مَن أعلن قيامة الرَّبِ يسوع، إبن الله الحيّ! وحتى اليوم، إنّكَ تزرع في النفوس الإيمان بالقيامة والرجاء بأبديّة الملكوت! أنتَ ملاكُ القيامةِ العامة والدينونة! بإشارةٍ مِن بُوقكَ، سينتهي العالم ويأتي الله لإحقاقِ الدينونة لبني البشر! مَن لنا سواكَ خيرَ شفيع يا ملاكَ الله القدير! فأنتَ حاضرٌ أمامهُ وأمامنا! تعرِفُ رحمتَهُ وحبَّهُ لنا وتدركُ جيدًا خطايانا ورغبةَ قلبِنا التي تشدُّنا للاتحادِ بهِ والانضمامِ الى فرحةِ وسلامِ شركةِ قديسيه وملائكتِهِ ي الملكوت! فاشفع بنا نحن الخطأة وبالعالم أجمع كي نتوب ونرجِعَ الى أحضانِ حُبِّكَ فيَعُمَّ السلام الحقيقي أوطاننا وتنتصر قيَمُ السماء والحياة على قوانينِ ثقافة الموت! نعمةُ اللجوء الى شفاعتِكَ يا رئيس الملائكة مخائيل، أيُها الحاضرُ دومًا في سماءِ الله وفي سمائنا، تكفينا لنتوب ونتقدّس ونُقدِّسَ العالم أجمع ونُمجّدِ الله وملكوتِهِ منذ الآن وبشِرْكةٍ تامَّة مع قديسيه الى الأبد! آمين! --- رئيس الملائكة ميخائيل في الكتاب المُقدّس وتعاليم الكنيسة: كلمة «ميخائيل» كلمة عبرية معناها «مَنْ مثلُ الله؟» (قاموس الكتاب المقدس)، وهي مكوَّنة من مقطعين: الأول: ميخا = قُوة والثاني: ئيل = الله. فيكون المعنى العام للكلمة قوة الله، أو مَن مِثل الله (في القوة). وهي أسم يدل على ما أعطاه الله من قوة ومقدرة وسمو وقداسة. مركزه بين السَمَاوِيين: يعتبر ميخائيل رئيس الملائكة وهو الأوَل أيضًا في رؤساء الملائكة السبعة، ففي دانيال يلقب بأنه «واحد من الرؤساء الأوّلين» (دا 10، 13). وفي سفر يشوع يقول عن نفسه بأنه «رئيس جند الرب» (يش 5، 13). وفي سفر دانيال يدعى بأنه «الرئيس العظيم» (دا 12، 1) ولقبه يهوذا الرسول بأنه «رئيس الملائكة» (يهوذا 9). تعتبره الكنيسة بناء على ذلك رئيس الملائكة الأولين الواقف أمام الرب على الدوام، يشفع فينا أمام الرب، ويدافع عن الكنيسة من أعدائها الشياطين، لذلك تكرمه وتبجّله في مناسبات كثيرة، لأن شجاعته فاقت الوصف، ومحبته لله عظيمة جدا، وغيرته على مجد الله لا تحد. الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم: نستطيع أن نلمس أعمال الرئيس الجليل ميخائيل من خلال الحوادث التي ذكرها الكتاب المقدس، ومنها نتأمل في غيرته ومحبته المقدسة وإخلاصه لرب الأرباب وملك الملوك، ونحاول أن نستفيد منها في حياتنا الروحية: 1. يقول الكتاب عن دانيال النبي أنه صام ثلاثة أسابيع أيام (أي 21 يومًا) متذللًا، لم يأكل لحمًا ولم يشرب خمرًا، وظل صائمًا متذللًا حتى ظهر له الملاك جبرائيل (الملاك المبشر) وقال له «لا تخف يا دانيال فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم، ولإذلال نفسك أمام إلهك، أستجيب كلامك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني رئيس مملكة فارس واحد وعشرون يومًا. فأتى لنصرتي ميخائيل أحد الرؤساء الأولين. وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم» (دا 10، 13-21). فمن هو رئيس مملكة فارس؟ إنه الشيطان المعين من قبل سطانائيل للسيطرة على مملكة فارس وإضلالها وإفسادها فجبرائيل الملاك يقول لدانيال لا تخف. فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للصلاة مع إذلال نفسك بالصوم إلهك استجيبت صلواتك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني الشيطان المعين لإضلال مملكة فارس 21 يومًا. وهذا هو سر تعطيلي كل هذه المدة.. إلى أن جاء ميخائيل الرئيس العظيم فخلصني من هذا الشيطان الذي قاومني. وهذا يرينا أهمية الصلاة وأهمية الإلحاح فيها، فإذا صلى الواحد منا، ووجد أن صلاته لم تستجب بعد، فلابد أن يلح في الصلاة، لأنه يجوز أن تكون هناك معاكسات من قوى شريرة تعطل استجابة الصلاة حتى يمل الإنسان من الصلاة ويكف عنها، فإذا واظب الإنسان على الصلاة بإلحاح وبلجاجة تهتز السماء، وينزل الملائكة الكبار لكي يكونوا في عون الإنسان، ويحطوا القوات المعادية الشريرة التي تكون واقفة في مقابلة تعاكسه. ويرينا أيضا أهمية التعاون في الخدمة، ومحبة بعضنا البعض، فعندما رأى ميخائيل رئيس الملائكة أن الشيطان قد عطل وعاكس جبرائيل، جاء لمعاونته ضد العدو اللئيم. 2. هناك إشارة إلى رئيس الملائكة ميخائيل في سفر يشوع حينما رآه يشوع بن نون واقفًا قبالته، وسيف الله مسلولا في يده، فلما رآه في صورة رئيس جند وقائد عظيم، ورأى منظره غير عادي «فأقبل إليه يشوع وقال له» ألنا أنت أم لأعدائنا؟ فقال: كلا، بل أنا رئيس جند الرب، الآن جئت إليك. فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا تأمر عبدك يا سيدي فقال رئيس جند الرب ليسوع: اخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت فيه قائم مقدس. فصنع يشوع ذلك (يش 5، 13-15) وقال الآباء إن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع هو بعينه ميخائيل. 3. وفي سفر دانيال أيضا جاء ذكر رئيس الملائكة ميخائيل حيث يقول جبرائيل رئيس الملائكة لدانيال النبي «في ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم لبني شعبك» (دا 12، 1). وهنا يصف الوحي ميخائيل بأنه الرئيس العظيم، كما ينسب إليه عمل الشفاعة والوساطة، وهما هنا الشفاعة التوسلية عن الشعب. غَيرَةُ مِيخَائِيل الملاك المقدسة في العهد الجديد: 1. يقول يهوذا الرسول (المعروف بلباوس والملقب بتداوس وهو غير يهوذا الإسخريوطي) في رسالته أن هناك حربا نشبت بين ميخائيل وبين الشيطان بخصوص جسد موسى النبي، فكان الشيطان يريد إظهار جسد موسى أمام الشعب لكي يعبدوه، وكانت عبادة الأوثان منتشرة في ذلك الوقت، فأراد الشيطان أن يغوي الشعب إلى عبادة الأصنام عن طريق عبادة جسد موسى والابتعاد عن عبادة الله، فغار ميخائيل رئيس الملائكة غيرة الرب، فأخفى جسد موسى ودفنه في مكان لا يعرفه أحد «فدفنه في الخواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم» (تث 6، 34). «وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لِيَنتَهِركَ الرب.» (يه 9، 1). 2. في التقليد الكنسي وفي كتب الكنيسة الليتورجية في الطقس البيزنطي، يوصف رئيس الملائكة ميخائيل بأنه ملاك القيامة الذي دحرج الحجر عن فم القبر -بعد أن قام السيد المسيح له المجد من بين الأموات- ليعلن أن القبر فارغ وأن السيد المسيح غير موجود فيه لأنه قام، ويقول الكتاب المقدس: «وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس فوقه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج ومن ضوئه ارتعد الحراس وصاروا كالأموات» (متى 28، 2-4). 3. جاء في سفر الرؤيا قوله: «وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون، لم يقوا، ولا وجد لهم موضع في السماء. فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان والذي يضل المسكونة كلها. طرح إلى الأرض وطرحت ملائكته معه.» (رؤ 12، 7-9). وهذا النص يدل على الحرب التي نشبت بين ميخائيل وملائكته الصالحين، والشيطان وملائكته الأشرار الذين تبعوه في تمرده، وقد انتهت هذه الحرب بطرد الشيطان وملائكته من السماء، وإسقاطهم إلى الأرض. ولعله إلى هذه الحرب يشير مخلصنا في قوله: «أني رأيت الشيطان ساقطًا من السماء كالبرق» (لو 10، 18) ولعله أيضا إلى هذا ترمز الصورة التقليدية السائدة في الكنيسة المقدسة، والتي يصور فيها رئيس الملائكة ميخائيل ممسكًا بميزان في يده اليسرى، وبالسيف في يده اليمنى، والشيطان ساقطًا عند قدميه. أما الميزان فيرمز إلى عدالة الله، وقد ظهر الشيطان ناقصا أمامه. فسقط على الأرض مغلوبا في قتاله مع رئيس الملائكة ميخائيل. وبعبارة أخرى فإن الكتاب المقدس في سفر الرؤيا يظهر لنا ميخائيل رئيس الملائكة غريما وخصمًا ومطاردًا لسطانائيل رئيس الشياطين، وهو الذي شن عليه هذه الحرب نيابة عن الله، الذي أعطاه السلطة أن يطرد سطانائيل من حضرته ومن السماء ويسقط إلى الأرض. 4. وفي التقليد المسيحي أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك القيامة العامة الذي يبوِّق بالبوق ليدعو أجساد الراقدين إلى القيامة: «لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ» (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4، 16). شفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل: إن شفاعة الملائكة والقديسين حقيقة معروفة منذ زمن بعيد، وهي الشفاعة التوسلية المقصود بها مساعدة الملائكة لنا في صلواتنا التي رفعها إلى الله، وقد أمرنا الله بها، وتوجد أدلة في الكتاب المقدس كثيرة على شفاعة الملائكة للبشر، وقد ذكرنا بعضها بموقع الأنبا تكلا في الفصل الخاص «بخدمة الملائكة». ويمكننا أن نلخص هذه الأدلة في ثلاث نقاط جوهرية هي: أ. الملائكة يصعدون صلواتنا إلى الله (رؤ3:8، 4)، (أع 10، 4). ب. الملائكة يتشفعون من أجل سلام العالم (زكريا 1، 12، 13). ج. الملائكة يتشفعون من أجل توبة الخطأة ويفرحون بها (لو 5، 10). وهذه الشفاعة تعطينا فكرة واضحة عن محبة الملائكة لنا، وبالتالي فأننا نبادلهم نفس المحبة، والله أراد وسمح أن يكون بيننا وبينهم دالة محبة قوية، لآن الله محبة. ويجب أن نعرف حقيقة واضحة أن تكريم الملائكة والقديسين هو في الواقع تمجيد لله نفسه، إذ يقول الوحي الإلهي على فم داود النبي «الله يتمجد في قديسيه»، وقال أيضًا «سبحوا الله في جميع قديسيه» (مز 1، 15) ويقول أيضًا بولس الرسول «ومتى جاء المسيح ليتمجد في قديسيه ويظهر بالعجب بين جميع المؤمنين» (2تس 10، 1) ومن مظاهر التمجيد والإكرام وضعت الكنيسة، بإرشاد مِن الروح القدس، تسابيح خاصة بالملائكة، بأسمائهم، تذكر في التسابيح الكنسية في مناسبات تذكاراتهم وأعيادهم. صلاته معنا! آمين! --- |
![]() |
|