رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من بنى الكنيسة ؟! عن سلسلة قصص مسيحية مصورة لعام 78 بقلم جرجس رفلة. كتابة دميانة نبيل جلس على العرش فى احد الاقطار المسيحية منذ مئات السنين ملك كريم عظيم يحب فعل الخير وينفق بسخاء لتأسيس الملاجئ والمستشفيات وبناء الكنائس الفخمة المكتملة الزينة من الداخل والخارج. وكان يثبت فى صدر كل مداخل تلك المؤسسات لوحات رخامية كبيرة ينقش عليها اسمه بخط مذهب واضح لتظل ذكراه باقية فى التاريخ على ممر العصور. طرأت على ذهن ذلك الملك ذات يوم فكرة غريبة : لقد اراد ان يبنى من ماله الخاص كنيسة ضخمة فسيحة رائعة المنظر لم يرى الناس مثلها فى البهاء والجمال. وبدأ الملك ينفذ فكرته وهو عازم على ان ينفرد بالانفاق على الكنيسة منذ بدء العمل فيها الى النهاية.وبلغ من حرصه على ذلك ان اصدر بيانا الى الناس يوضح قصده ويأمر بألا يتبرع احد من افراد الشعب غنيا كان ام فقيرا لبناء الكنيسة وألا يقدم اية معونة فى هذا الشأن الا بأجر كامل يدفعه الملك من جيبه الخاص وانذر بالعقاب كل من يخالف ذلك ! وسار العمل بهمة ونشاط وكانت عشرات العربات تفد الى مكان البناء حاملة الحجارة والمونة ومختلف ادوات تشييدها وتزيينها. وانهمك مئات من البنائين والحدادين والنجارين والنحاتين فى تنفيذ اوامر ابرع المهندسين. وماهى الا شهور قليلة حتى اكتمل بيت الله وبدا آية فى الفن الهندسى وتحفة متلألئة تبهر العيون وتنتزع الاعجاب من الجميع. وكتب امهر خطاط فى الدولة على لوحة رخامية كبيرة هذة الكلمات المذهبة : شيد الملك المعظم ..... هذة الكنيسة من ماله الخاص. وعلقت اللوحة فى صدر مدخل الكنيسة وحدد يوم التدشين والافتتاح وتهيأ القوم للصلاة فيها فى المعاد المرسوم. ولكن.......حدثت مفاجأة.... ذهب الصبح المهندسون فوجدوا ان الكتابة التى نقشت على لوحة المدخل قد تغيرت وصارت هكذا : شيدت الارملة.....هذة الكنيسة ! فاحتاروا وتعجبوا...ورفعوا اللوحة واعادوا كتابة العبارة الاولى وثبتوها ثانية. وماكان اشد دهشتهم حين وجدوا ان تغيير العبارة قد تكرر وان اسم الملك قد محى وذكر بدلا منه اسم نفس الارملة ! ولما حاولوا اصلاح الامر للمرة الثالثة عجزوا وفشلت حراستهم المشددة الساهرة ووجدوا اسم الارملة مسجلا بدل اسم الملك المعظم.فكفوا عن نقش العبارة المطلوبة وتأكدوا ان فى الامر سرا. ووصل الخبر الى مسمع الملك فاندهش اى اندهاش. وامر بالبحث عن الارملة صاحبة الاسم المنقوش واحضارها اليه فور العثور عليها. ولم يمض وقت طويل حتى عثر الجند على الارملة واوقفوها امام الملك فقال لها : اخبرينى الصدق : هل قدمت شيئا لبناء الكنيسة ؟! احكى قصتك كلها ولا تخفى عنى شيئا. فقالت المرأة اننى يامولاى ارملة فقيرة اسكن فى كوخ قريب من الاماكن التى كانت تفرغ فيها عربات المونة شحناتها.انى مسكينة يامولاى.اصحو كل يوم مبكرة لأجمع الحطب من الغابة ثم اعيش بثمنه وربما تمضى على ليال لاأذوق فيها طعاما.كنت اتمنى ان يكون عندى مال كثير لأساهم فى بناء بيوت الله.ولكن هكذا اراد لى الرب ولتكن ارادته. ولكنى لم اعص اوامرك يامولاى.فأنا لم اقدم شيئا لبناء الكنيسة ولم ابذل جهدا يستحق اجرا. كل مافى الامر انى وجدت الجياد التى تجر عربات حجارة الكنيسة وجدتها ذات يوم تلهث من العطش فأشفقت عليها واسرعت وملات بالماء دلوا وقدمته اليها..وهى معونة كما ترى يامولاى تافهة جدا لاتستحق ان اطلب عنها اجرا هذا كل مافى الأمر ياسيدى الملك. استمع الملك الى كلام الارملة الفقيرة ثم اطرق الى الارض صامتا ورفع رأسه بعد برهة وقال لها ياامرأة.لقد قبل الرب عطيتك المتواضعة لانك قدمتها حبا فى اللة بعيدا عن اعين الرقباء.لقد نظر الرب الى قلبك الابيض العامر بالايمان ونيتك الخالصة فاحتسب لك تقدمتك واذاع على الناس صنيعك. اما انا فقد رفض الرب عطيتى لانى قدمتها ابتغاء مدح الناس وتظاهرا منى وتفاخرا فمحى اسمى من لوح الصدارة فى الكنيسة وسجل اسمك انت فهنيئا لك وطوبى لمن يقدم الخير فى الخفاء لوجه الله. ثم امر الملك بأن تنقل تلك الارملة من الكوخ المحتقر الى جناح خاص فى قصرة وعاشت بقية حياتها معززة مكرمة حتى اذا فاضت روحها الى السماء امر الملك بأن يدفن جثمانها فى تلك الكنيسة حتى تظل قصتها ماثلة امام الشعب ويرى فيها الجيل بعد الجيل كيف تكون هبات المتكبر مكروهة من السماء وكيف ان المعطى المسرور يحبه الرب ويجازيه علانية حتى ولو كان العطاء دلوا من الماء البارد!.. |
|